“الجهاز الإداري متكدّس”، “اشتغلوا على توك توك”، “لا وظائف خالية”؛ تصريحات أطلقها المسؤولون في نظام عبدالفتاح السيسي بموجبها أغلقت كل فرص العمل في القطاع الحكومي بمصر، الذي يعتبره عديد من المواطنين الملاذ الآمن بعد تقلّص فرص القطاع الخاص.
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع اختيار الحكومة شبابًا انضموا إلى “البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة” دون وجود معايير واضحة لاختيارهم على أساس الكفاءة أو الخبرة.
وقرّر الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة (الخميس) تعيين هؤلاء الشباب في الجهاز الإداري للدولة؛ سواء كانوا من العاملين به أو من غيرهم، في الوقت الذي يعلن فيه رموز نظام السيسي أنه لا توجد تعيينات في الحكومة؛ بل يهدّدون صراحة بتسريح نسبة من الموظفين في المؤسسات الحكومية.
شباب من الحزب الوطني
شباب البرنامج التأهيلي أغلبهم من حزب “مستقبل وطن” و”تيار الاستقلال” و”مصر” و”المستقبل” و”المحافظين”، وهم من فلول الحزب الوطني المنحل الذين عكفوا على تشكيل أحزاب سياسية بغطاء شبابي بهدف دعم نظام عبدالفتاح السيسي.
وقرر “مستقبل وطن” الاستعانة بقيادات شابة كانوا ممثلين للحزب المنحل في المجالس الشعبية المحلية وينتمون أيضًا إلى عائلات لديها امتداد جغرافي في معظم دوائرهم الانتخابية.
بطالة وتضخم
وأعلن اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد سكان مصر وصل حتى اليوم إلى 91 مليونًا و350 ألف نسمة، وأن 12.8% نسبة البطالة من قوة العمل.
وأصدر الجهاز مؤشرات اقتصادية، من بينها مؤشر التضخم، أعلن فيه عن ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 29.6 في المائة، مدفوعًا بزيادة أسعار السلع الغذائية بنسب تتراوح بين ستة و17%، وسجلت أسعار “البنّ والشاي والكاكاو” أعلى معدل زيادة في أسعار السلع الغذائية، وبلغت 13.3 في المائة، تلتها الألبان والجبن والبيض بنسبة 11.5 في المائة.
قرار يُكذّب السيسي
وبالمخالفة لتصريحات السيسي بأن الدولة لا تحتاج إلا لمليون موظف أو أقل من إجمالي نحو سبعة ملايين موظف، وكذا تصعيد التعنّت الحكومي عبر قانون “الخدمة المدنية” لتطفيش الموظفين، آخرها حرمان الموظفين من علاوة يوليو الماضي وزيادة نسبة الخصومات والضرائب عليهم.
ورغم وجود آلاف الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه المطالبين بالتوظيف في الجهاز الحكومي، كما تم مع نظرائهم في عهد محمد مرسي؛ إلا أن حكومة شريف إسماعيل تُشهر في وجههم سيف الفقر وعدم وجود مخصصات مالية أو درجات وظيفية.
وأرسل الجهاز المركزي للتنظيم خطابات إلى جميع الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات العامة والأجهزة المستقلة ورؤساء الجامعات ورؤساء وحدات التنظيم والإدارة بالهيئات والمحافظات لتفعيل قرار تعيين “أبناء السيسي” بداية من يوم الجمعة.
وعود وهمية
واعتاد السيسي منذ إعلانه ترشح نفسه إلى الانتخابات الرئاسية إطلاق وعود للشباب في مصر، كانت أغلبها محل جدل وسخرية في بعض الأوقات؛ كوعده بتوفير “عربات خضار” لشباب الخريجين ليعملوا بها، ثم الإفراج عن الشباب المعتقلين على ذمة قضايا التظاهر، ثم إدماج الشباب في الحياة السياسية وتولية المناصب القيادية، وغيرها من الوعود التي باتت في خبر كان ولم يتحقق منها شيء بعد.