أثار لقاء الدكتور محمد البرادعي، مؤسس حزب “الدستور”، برئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك موجة من الغضب بين مؤيديه قبل معارضيه.
وفور انتشار صور البرادعي وهو يبتسم ويلتقط الصور مع إيهود باراك، الذي كان يوصف بأنه أحد مجرمي حرب الصهاينة والمسؤول عن عديد من المجازر الكبييرة بحق الشعب الفلسطيني، اعتبر كثير من السياسيين أن اللقاء أثبت أنه لا فرق بين البرادعي والسيسي ونظام “كامب ديفيد”.
البرادعي يعلن عن اللقاء
وأقرّ الدكتور محمد البرادعي بأنه قابل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في ملتقى ريتشموند لمناقشة السلام في الشرق الأوسط.
وكتب عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة “تويتر”: “في ملتقى ريتشموند، أناقش مع إيهود باراك آفاق وحواجز الطريق للسلام في الشرق الأوسط”، ونشر الموقع الخاص بالملتقى عدة صور للقاء الذي جمع بينهما، إضافة إلى عدد كبير من الحضور.
أنشئ ملتقى ريتشموند عام 1964 في ولاية فرجينيا، ويقدم عددًا من المتحدثين المحليين والعالميين الذين ينظر إليهم العالم كـ”تنويريين”.
لا فرق بينه وبين السيسي
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، رئيس حركة مصريين ضد الصهيونية، إن الدكتور البرادعي أثبت بلقائه إيهود باراك أنه لا فرق بينه وبين والسيسي ونظام كامب ديفيد وكل المطبّعين المصريين والعرب مع العدو الصهيوني.
وأضاف أن أمثال هؤلاء لا يحق لهم أن يطرحوا أنفسهم كأنصار للثورة المصرية أو بدلاء ديمقراطيين للنظام الحاكم المستبد.
كما أكد سيف الدولة أن البرادعي وكل المعترفين بإسرائيل وكل المطبّعين معها لا يمثلون سوى أنفسهم؛ فحكاية مصر بمعنى من المعاني هي حكاية كامب ديفيد، وتاريخ المعارضة المصرية منذ عام 1974 حتى اليوم هو تاريخ النضال ضد المشروع الأميركي الصهيوني في مصر، ومن لم يعِ ذلك ولا يلتزم به فإنه يعمل خارج المشروع الوطنى المصري.
وقال سيف الدولة: صحيحٌ أن الحرية والديمقراطية هما حلمنا جميعًا بعد عقود طويلة من القهر والاستبداد؛ ولكن الحرية وثيقة الصِّلة بالتحرر والاستقلال وتطهير مصر من التبعية وتطهير المنطقة من الكيان الصهيوني.
وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي يُطبّع فيها البرادعي مع “إسرائيل”؛ إذ فعلها من قبل حينما كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والبعض برر له ذلك بأنه زار “إسرائيل” بصفته الدولية وليس بصفته الوطنية، وهو عذر غير مقبول؛ فالمناصب الدولية التي تلزم أصحابها باختراق ثوابت وطنه الأم ومخالفتها يجب أن يتم الاعتذار عنها، وهكذا تفعل الشخصيات الوطنية الحقيقية في كل بلاد العالم.
وأضاف سيف الدولة: يا ليت البرادعي قد رفض الاجتماع والتطبيع مع باراك في مؤتمر ريتشموند بالولايات المتحدة الأميركية حتى يجنبنا توجيه هذا النقد له في ظل حملات التشويه التي يتعرض إليها هو وكل المعارضين من قبل إعلام السلطة.
وأكد سيف الدولة أننا للأسف لا نملك أن نلتزم الصمت عن أي أنشطة تطبيعية مهما كانت شخصية المُطبِّع، كما أن هناك فرق السماء والأرض بين إدانة التطبيع من قبل شخصيات وحركات تعادي “إسرائيل” والصهيونية وترفض كامب ديفيد، وبين ما يمكن أن يصدر من إدانات زائفة من إعلام السلطة الغارقة حتى أذنيها في العلاقات الدافئة والتنسيقات الأمنية والتحالفات الاستراتيجية مع “إسرائيل”.
وأكد سيف الدولة أنه رغم أن جميعهم مطبعون، لا يفرقون كثيرًا عن بعضهم البعض؛ إلا أن البرادعي على الأقل أعلن بنفسه عن اجتماعه بباراك (وهو ما لا يبرئه بطبيعة الحال من هذه السقطة) بينما أخفى السيسي لقاءه السري مع نتنياهو العام الماضي، الذي فضحته لنا الصحف الإسرائيلية.
مضحكة ومبكية
وتعجب صفوان محمد، عضو الجمعية الوطنية للتغيير وصاحب أول توكيل في مصر لمبادرة محمد البرادعي من أجل تغيير نظام الحكم في 2009، من لقاء الأخير بإيهود باراك، رئيس وزراء إسرائيل السابق، لمناقشة سبل تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
وقال في منشور عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “أصدقاء أعزاء أثق فيهم شيروا الصورة دي وبيقولوا إنها النهاردة، الحقيقة يعني بغض النظر عن إن البرادعي قبل كده كان ليه صورة مع شارون، وقتها أنا اتضايقت من الصورة لكن بررت اللقاء ده لإن البرادعي شخصية دبلوماسية والراجل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فطبيعي مضطر يقابل ناس مش على هواه ويسلم عليهم”.
وأضاف: “لكن الصورة دي النهاردة والبرادعي واقف ومبتسم للكاميرا وبيضحك مع إيهود باراك، مع العلم إنه دلوقتي مش في أي منصب سياسي أو دبلوماسي علشان أبرر له، الصورة مضحكة ومبكية، الناس دي فعلًا ماضويين ومعندهمش أدنى إحساس بالمسؤولية، عيب والله”.
غضب مجتمعي
وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل: “الرقص مع إيهود باراك والرقص فوق السطوح، أيهما أخطر على مصر؟”.
وتابع الكاتب وليد الشيخ: “البرادعي على تويتر: في ملتقي ريتشموند أناقش مع إيهود باراك آفاق وحواجز الطريق للسلام في الشرق الأوسط، عليه العوض”.
وأضاف الكاتب الصحفي أسامة غريب: “البرادعي الذي وقف يبتسم مع القاتل إيهود باراك ليس خائنًا، هو مجرد شخص سخيف وتافه فلا تنشغلوا به”.
وواصل الكاتب الصحفي محمد مصطفى موسى: “مافيش فرق بين تبرير جلوس البرداعي مع باراك وفتوى ياسر برهامي بترك الرجل زوجته تغتصب ليحفظ نفسه، كلها دياثة”.
وأردف الكاتب عبدالله الطحاوي: “وقوف البرادعي بجانب جنرال إسرائيلي في الأصل قاتل محترف باعتباره صديقًا، صادف اليوم رؤيتي لفيديو طرد السفيرة الإسرائيلية من قاعة إحدى الجامعات الفرنسية والطلاب يهتفون بالحرية والعدالة لفلسطين، وهذا هو معيار الانحياز عندي، المجد لطلبة باريس العظام”.
وذكر الكاتب وائل خليل: “البرادعاوية بتوع دي سياسة دولية وانتو مش فاهمين حاجة ظهروا ولا لسة، البرادعي – باراك 2017″.
وتساءل الإعلامي عبد العزيز مجاهد: “هل ضُبط الدكتور البرادعي من قبل بهذا القدر من السعادة وهو يخاطبنا؟ الرجل لا يشغل الآن أي منصب يجبره على هذه الممارسات”.