في الوقت الذي هلل فيه الاعلام المصري لزيارة عبدالفتاح السيسي إلي أميركا، وتحدث عن الاستقبال التاريخي السيسي، وفرش السجادة الحمراء له، رصدت صور اللقاء ضعف استقبال السيسي في المطار، ومعاملة الرئيس معاملة الموظفين في البيت الأبيض، وعدم فتح مقر الضيافة الرئاسي له، كما حدث مع الرئيس الإسرائيلي.
استقبال باهت في المطار
اختار عبدالفتاح السيسي أن تهبط طائرته في مطار عسكري في أميركا، في الوقت الذي غاب فيه أي مسؤول أميركي كبير عن استقباله.
وهبطت طائرة السيسي في مطار وقاعدة أندروز العسكرية في الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث لم يجد السيسي أي مسؤول أميركي في استقبالهم بخلاف أي رئيس آخر؛ حيث أن من كان في استقباله وزير الأوقاف المصري والسفير المصري بأميريكا وأشخاص من الجيش المصري ووفد إعلامي فقط.
وسخر الآلاف من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع السوشيال ميديا أيضا من هذا الاستقبال الهزلي؛ حيث قال أحد المغردين عبر موقع فيسبوك: “خلاص يا مصريين شوفتوا جمهورية مصر العربية بقت أم الدنيا ازاي؟ ؛ لدرجة ان رئيس الدولة يزور دولة خرى ميلاقيش غير الاعلاميين بتوعه في استقباله أفراد من قيادات الجيش المصري والقوات المسلحة المصرية؛ اشربوا بقى يا شعب مصر”.
عدم فتح مقر الضيافة له
وأكد الإعلامي حافظ الميرازي – المقيم بالولايات المتحدة – أن الرئيس الأميركي أحجم عن استضافة أي زعيم عربي بمقر الضيافة الرئيسي بالبيت الأبيض بمن فيهم عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن “ترامب” استضاف شخصًا آخر.
وتساءل الميرازي في تدوينة: “لماذا لم يستضف ترمب أي زعيم عربي بمقر الضيافة الرئاسي بينما استضاف نتنياهو؟”.. مضيفًا: “رغم كلمات الترحيب والدعم التي أغدقها الرئيس الأميركي على الرئيس المصري في زيارته اليوم للبيت الابيض، بل ومد يد المصافحة للرئيس السيسي، بينما أحجم ترامب عن مدها لأنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، فإن هذه الزيارات، مجرد زيارات “عمل” وليست زيارة (دولة) رسمية، لابد فيها من استضافة الزعيم المطلوب تكريمه بالإقامة في منزل الضيافة الرسمي الأميركي بلير هاوس المقابل للبيت الأبيض بنفس الشارع مثلما حدث من قبل مع الرئيس مبارك والرئيس السادات.. لكن حتى العاهل الأردني الملك عبدالله الذي سيأتي للقاء ترامب في البيت الأبيض الأربعاء في زيارة عمل فسيقيم على نفقته بمنزله أو بأحد الفنادق الغالية، “مثل فندق الفورسيزونز الذي يقيم به الرئيس السيسي”.
وأضاف: “أما رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو فقد أقام في دار الضيافة الرئاسي بلير هاوس حين جاء للقاء ترمب في زيارة دولة رسمية في الخامس عشر من الشهر الماضي.. بالطبع هناك من الزعماء من يفضل في عدم استضافته رسميا بمقر الضيافة أن يلتقي مع الرئيس الأميركي خارج واشنطن أو في منتجع مثلما اختار الرئيس الصيني أن يلتقي مع ترامب بمنتجع في ولاية فلوريدا الأميركية الجمعة المقبل.. لكن للأسف حتى الحفاوة الشفهية من ترامب لضيفه المصري أفسدت شكلها الصورة التي نشرها البيت الأبيض لترمب يجلس على مكتبه ويقف طابورا خلفه كل مساعديه وكذلك السيسي بجوار مساعديه! وهو مالم يحدث مع رئيس من قبل”.
صورة الزيارة
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر حسابه بموقع التدوين العالمي “تويتر” من داخل البيت الأبيض، ظهر فيها عبدالفتاح السيسي يقف خلفه مثل باقي الحضور، بينما يجلس ترامب أمامهم؛ الأمر الذي اعتبروه “إهانة لمصر”.
ترامب غرّد معلقاً على الصور: “كان شرفاً لي استقبال الرئيس السيسي في البيت الأبيض حيث نجدد الشراكة التاريخية بين أمريكا ومصر”.
نشطاء على تويتر اعتبروا أن هذه الصورة تخالف البروتوكولات الدبلوماسية، حيث من المفترض أن “يظهر الرؤساء في نفس المستوى بالصور”، فيما رأى آخرون أن الأمر طبيعي وذكّروا بصور تجمع رئيس وزراء كندا بترامب.
ترامب يعامل السيسي كواحد من حاشيته
ومن جانبه تساءل الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، رئيس جبهة مصريين ضد الصهيونية، كيف يقبل السيسي أن يعامله ترامب كأحد موظفيه أو كواحد من حاشيته، يرصه مع جموع الواقفين حوله، وينفرد هو بالجلوس، في إهانة لا اظن أن أي رئيس أو مسئول أجنبي تعرض لها أو سمح بها من قبل”.
وأشار، في تصريح خاص لـ”رصد”، أنه ستظل هذه الصورة المهينة والجارحة محفورة فى ذاكرة الجميع وستتحول إلى رمز فج وكريه للتبعية المصرية للولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح سيف الدولة، أنه لم يتمالك السيسي نفسه فى لقاءه بالرئيس الأميركي، ولم يقم وزناً لكبرياء منصبه أو لكرامة الدولة التي يمثلها، وأخذ ينافق ترامب بعبارات صريحة، مثل قوله “لقد راهنت عليك” و”ستجدني دائما بجانبك” و”أنا معجب بشخصيتك المتفردة” وكأنه وكيل وزارة صغير ينافق وزيره.
وأضاف أن المشهد في هذه الصورة الوقحة، بحسب تعبيره، التي نشرها ترامب على حسابه فاقت كل أنواع وأشكال ومظاهر التبعية والإذلال التي عرفناها منذ مبارك والسادات.
فضيحة
ووصف السفير عبد الله الأشعل، الصورة المذكورة بالفضيحة، قائلا: “ترامب يجلس على مكتب و المسؤولين من الطرفين واقفين والسيسي يقف مععم علي يمينة مثل الموظف الذي يلتقط صورة تذكارية مع مديره طمعا في زيادة راتب أو مجاملة”.
وأضاف: “البرتوكول في الزيارات بين الرؤساء يكون على نفس المستوى في التصوير، لكن ما حدث هدم كل قواعد البروتوكول فرئيس موزمبيق لو كان داخل البيت الأبيض لما وافق على التقاط هذة الصورة، بينما نرى عبد الفتاح السيسي يلتقطها ويبتسم كأن لا شيء يحدث”.
الإعلام يركز على لقاءات السيسي
فيما ركز الإعلام المصري على خبر وصول عبد الفتاح السيسي لأمريكا وتفاصيل لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين خلال الزيارة الأولى له منذ تولى الرئيس دونالد ترامب للرئاسة.
وأبرزت العديد من الصحف المصريّة تصريح السفير ياسر رضا سفير مصر في أميركا، بأن زيارة السيسي إلى واشنطن تمثل مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الأميركية وأن التاريخ سيسجلها نظرا لأهميتها البالغة في مسيرة العلاقات بين البلدين.
الإعلام المصري غطّى كافّة تفاصيل الزيارة، وقد عمدت أغلب وسائل الإعلام المصريّة إلى إيجاد ملفات خاصّة بالزيارة؛ فصحيفة اليوم السابع عمدت إلى إبراز التغطيات الإعلامية العالمية الإيجابيّة على زيارة السيسي من قبيل “زيارة السيسي لواشنطن في عيون مراكز أبحاث أميركية.. خبير أميركي: هامة لاستعادة دفء العلاقات.. المجلس الأطلنطي: أربع أولويات للسيسى أبرزها محاربة الإرهاب والإصلاح الاقتصادى..معهد واشنطن: إستراتيجية للمنطقة”.
من جانبها، أكدت الإعلامية لميس الحديدي، على أن زيارة السيسي إلى أميركا زيارة فريدة، مشيرة إلى أن السيسي هو أول رئيس عربي وأفريقي يستقبله الرئيس ترامب في البيت الأبيض، لافتة إلى أن ذلك يؤكد على أهمية مصر وأهمية السيسي بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة.
وناشد الإعلامي أحمد موسى، الإعلام في مصر والوطن العربي بالتركيز على النجاحات التي تحققها زيارة السيسي للولايات المتحدة وعدم الالتفات إلى من يسيىء للزيارة، حسب قوله.