قال وزير الصحة الروسي إن عشرة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 47 في الانفجار الذي ضرب قطار مترو أنفاق في مدينة سان بطرسبرج. وتزامن الانفجار مع استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس روسيا البيضاء في المدينة.
فما هي الرسائل التي يحملها التفجير والتأثيرات المحتملة له على سياسة موسكو إقليميًا ودوليًا؟
ليس صدفة
يرى محرر الشؤون الدولية بصحيفة “كوميرسانت” الروسية سيرغي ستروكان أن هذا الهجوم لا يعتبر صدفة، وربما كانت له علاقة بما يجري في الشرق الأوسط أو ما يجري في أوكرانيا والقرم.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن من سماهم “الإرهابيين” أرادوا بهذا الهجوم خلق بلبلة وزرع الخوف داخل روسيا، قائلًا إنهم فشلوا في ذلك، معتبرًا أن الهجوم سيؤدي إلى تقوية الجبهة الداخلية ومزيد من وحدة الأمة الروسية.
وعن التداعيات المحتملة للهجوم على روسيا قال ستروكان إنه “ربما تحدث ردود أفعال في المواجهات بين القوات الروسية وتنظيم الدولة الإسلامية في روسيا”، مؤكدًا أن روسيا ليست مستعدة إلى تقديم أي تنازلات في حربها على “الإرهاب”، واصفًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “رقم صعب ومصمم على الضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة أمن روسيا واستقرارها”.
رد فعل
من جهته، رجّح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن تكون وراء الهجوم الجماعات الإسلامية في شمال القوقاز التي بايعت تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن تكتيك زرع العبوات الناسفة متبع لدى تنظيم الدولة، وهو الأكثر قدرة على ذلك.
ووصف الهجوم بأنه ذو طبيعة انتقامية ورسالة للفت الانتباه إلى التدخلات الروسية في سوريا وشمال القوقاز، وأن مزيدًا من تدخل روسيا في سوريا والمجازر التي تنفذها هناك والاصطفاف إلى جانب نظام بشار الأسد ستكون له عواقبه.
وتوقع أبو هنية أن تؤدي الاستراتيجية الروسية المتشددة والمجازر التي ارتكبتها في سوريا إلى ما سماه “استقطاب عمليات معولمة”، مؤكدًا أن عملية سان بطرسبرج لن تكون الأخيرة ضد روسيا.
تحذيرات سابقة
وحذر خبراء وصحف من خطر حدوث عمليات إرهابية تطال روسيا نتيجة التدخل في سوريا؛ منها صحيفة “موسكو تايمز” الروسية، التي نقلت عن خبير قائد وحدة “ألفا” الخاصة لمكافحة الإرهاب سيرغي غونجاروف منذ عدة أسابيع قوله: “هناك إسلاميون، جهاديون، مسلمون متطرفون، سيحاولون الرد على الخطوات الروسية في سوريا”.