تجمهر المتظاهرون في واشنطن العاصمة لتسليط الضوء على محنة السجناء، بمن فيهم الأميركيون، المحتجزين في السجون المصرية.
ووفقا لموقع الجزيرة الإنجليزي فبينما كان البيت الأبيض يستعد لعرض السجادة الحمراء للزعيم المصري، ظهرت محاكاة ساخرة للرئيس عبد الفتاح السيسي في نصب في واشنطن، على بعد بضعة مبان من مكان الاستقبال.
وكان المحقق الذي كان يرتدي قناعا كبيرا لوجه السيسي، جزءا من الوقفات الاحتجاجية التي عقدت يوم الأحد في محاولة للفت الانتباه إلى آلاف السجناء السياسيين الذين يقبعون في السجون المصرية.
وظل الرجل تحت القناع هادئا إلى أن مزق لافتات المتظاهرين بقفازات ملونة باللون الأحمر فيما يشبه الدم.
وكان البعض الآخر أكثر صراحة، وأدان قرار الرئيس دونالد ترامب بالاجتماع مع السيسي وانتقد دعم الولايات المتحدة لحكومته.
وقال محمد سلطان، وهو أميركي سجن في مصر قبل نحو عامين، “إننا نمنح 1.5 مليار دولار لرجل استبدادي قتل الالاف من الاشخاص وسجن عشرات الآلاف آخرين بمن فيهم الأمريكيون”. وأضاف “نحن هنا لتسليط الضوء على محنة هؤلاء المعذبين”.
ورأى ترامب ان السيسي “رجلا رائعا” بعد لقائه في سبتمبر من العام الماضي، فيما يشعر النشطاء بالقلق من أن يتم التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر مع قيادة البيت الأبيض الجديدة التي تسعى إلى تعزيز العلاقات مع البلاد.
وأوقفت إدارة أوباما مؤقتا المساعدات العسكرية لمصر بعد فترة وجيزة من قيادة السيسي للإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي في عام 2013. وانتقدت مرارا أيضا حملة الحكومة ضد المعارضين السياسيين، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها.
أما ترامب، فيبدو أنه أثنى على قيادة السيسي في مقابلة مع فوكس بيزنس عندما قال أن السيسي “سيطر على مصر، وأنه سيطر عليها حقا”.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض اليوم أن نهج الإدارة الجديدة هو التعامل مع “القضايا الحساسة” مثل حقوق الإنسان “بطريقة خاصة أكثر سرية” مما فعله الرؤساء السابقون.
ولم يوضح المسؤول ما إذا كان ترامب سيطرح قضية آية حجازي العاملة في منظمة غير حكومية أميركية والتي تقبع في السجون المصرية عندما يلتقي السيسي.
وتواجه حجازي حكما بالسجن مدى الحياة في مصر بعد اتهامها بإدارة حلقة للاتجار بالأطفال جنسيا واستخدام الأطفال في احتجاجات مناهضة للحكومة. وقد وصفت هيومن رايتس ووتش القضية بأنها “خداع للعدالة” ويقول مؤيدوها إنها تدير جمعية خيرية للأطفال قبل اعتقالها في عام 2014.
وبحسب حملة فريدم فيرست، التي يتصدرها سلطان، فإن ما لا يقل عن سبعة مواطنين أمريكيين محتجزين حاليا في مصر.
وصرح سلطان الذي سجن بعد حضور اعتصام ضد الإطاحة بمرسي في ساحة رابعة العدوية بالقاهرة، لـ “الجزيرة”: “علينا أن نقول للعالم ما هو نوع الرجل الذي سيقابله ترامب في البيت الأبيض”.
وقتل المئات من الناس عندما قامت قوات الأمن بتفريق الاعتصام في 14 أغسطس 2013. كما ألقي القبض على والد سلطان، وهو مسؤول في جماعة الإخوان المسلمين، وسجن.
وقد جرت منذ ذلك الحين محاكمات جماعية لآلاف من أنصار الإخوان، وحصل المئات على أحكام بالإعدام أو بالسجن لفترات مطولة.
ويخشى سلطان من أن يلقى السيسي ترحيبا حارا في واشنطن، وأن قوات الأمن المصرية “ستشعر بقدر أكبر من الجرأة والتمكين، لأنها حينها ستعتبر أن العالم كله يقف وراءها”.
وبالاضافة إلى ترامب، سيجتمع السيسي مع مسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين قدما قروض إلى القاهرة، كما سيلتقي ممثلين عن غرفة التجارة الأميركية والشركات الأميركية الكبرى لمناقشة الفرص الاستثمارية في مصر.
وقال عبد الله هنداوي محاضر الشؤون العالمية بجامعة جورج ميسون لـ “الجزيرة” إنه في الوقت الذي تتدهور فيه علاقات مصر مع دول الخليج العربية، يبحث السيسي عن شريان الحياة الاقتصادي الجديد وحليف استراتيجي جديد.
وقال “هنداوي” أن السبب الرئيسى وراء رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في القيام بهذا الدور هو أن ترامب يحتاج إلى حليف إقليمي في الوقت الذى يواصل فيه برنامجه “لمكافحة الإرهاب”.
وقال “إن ترامب لا يلتفت إلى حقوق الانسان”، وأضاف: “إنه يبحث عن الدعم لأنهم يتهمونه بأنه مناهض للإسلام، ويرى أن السيسي رجل إصلاحي يواجه الخطاب الجهادي و يدعم معركته ضد ما يسميه التعصب الإسلامي”.