ثلاثة أعوام متتالية ولا تزال قرية “البصارطة” بمحافظة دمياط تحافظ على سمْتها بالرفض القويّ والمعلن لانتهاكات الشرطة ولنظام عبدالفتاح السيسي؛ فمنذ اليوم الأول للإطاحة بمحمد مرسي من الحكم خرج أهالي القرية الصغيرة ضد قوات الأمن، ومع اعتداءات الشرطة رد عليهم أبناؤها بالقوة.
والآن، تتعرض هذه القرية إلى حصار لليوم السابع على التوالي؛ حيث شهدت تعديًا على المنازل وحرقها، وكذلك على الأهالي وتهديد نسائها بالاعتقال، ودك القرية بالطيران. ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل اعتقال كل من يتواجد في المسجد لأداء الصلاة.
يأتي كل هذا على خلفية مقتل أمين شرطة على يد مجهولين، بعد مشادة بينه وأحد أكبر تجار المخدرات بالقرية، وأجرى القتيل لقاءً على قناة فضائية قبل مقتله بأيام للحديث عن انتشار تجارة المخدرات، وبدل أن تلقي قوات الأمن القبض على تجار المخدرات المشتبه بهم في قتله اعتدت على أهالي القرية.
سبقت قرية البصارطة، التي انتفض أهلها بعد اختطاف 13 فتاة من الرافضات للنظام أثناء مشاركتهن في مسيرة وإخفائهن قسرًا، قرى كثيرة واجهت المصير نفسه من القتل والحرق والاقتحام والتدمير؛ منها:
1- “دلجا”
يعود تاريخ محاصرة قرية دلجا بمركز ديرمواس (بمحافظة المنيا) إلى شهر سبتمبر 2013م، أي بعد شهر واحد من مجزرة اعتصام رابعة؛ حيث حاصرت قوات الأمن القرية لعدّة أيام، مبررة حصارها بـ”وجود عدد من القيادات الإسلامية داخل القرية؛ مثل عاصم عبدالماجد”، الذي ظهر لاحقًا على شاشة قناة الجزيرة الفضائية من قطر.
كما حلّقت الطائرات العسكرية فوق سماء القرية بكثافة شديدة في محاولة لإرهاب أهاليها الذين يخرجون يوميًا في مظاهرات مناهضة للانقلاب العسكري، كما خرّبت قوات السيسي منازل الأهالي وكسرت محتوياتها وانتهكت حرماتها واعتقلت علماء القرية وشبابها وكل من كانت له صلة باعتصام ميداني رابعة العدوية وميدان النهضة؛ حيث تجاوزت أعداد المعتقلين بدلجا في ذلك الوقت ما يزيد على المائتين، وبلغ عدد شهدائها ثمانية.
2- كرداسة
تزامنًا مع اقتحام قوات الأمن لقرية دلجا، حدث اقتحام آخر لمدينة كرداسة (شمال الجيزة) فجر يوم 19 من سبتمبر 2015 تحت مسمى “تحرير كرداسة من قبضة الجماعات الإرهابية”، وأعادت سيناريو دلجا واعتقلت العشرات بشكل عشوائي، فضلًا عن تضييق الخناق على أهلها.
وفرضت قوات الأمن حصارًا محكمًا على المدينة من مداخلها ومخارجها كافة، وداهمت المنازل وحرقت عددًا منها بمبرر البحث عن مطلوبين، واعتقلت ما يزيد على 162 من أبنائها جميعهم ملفقة لهم تهم القتل العمد والاعتداء على موظفين عموميين في أثناء تأدية عملهم والانضمام إلى جماعة إرهابية، وغيرها من الاتهامات المغلّفة والمعدّة سلفًا.
وأمعن الأمن في تضييق الخناق على أهالي كرداسة من خلال فرض حظر تجوال على المدينة والقرى المجاورة لها، ومنع الموظفين من الذهاب إلى عملهم، ومنع البائعين أيضًا من تسويق بضائعهم.
3- ناهيا
لم تكن قرية ناهيا أفضل حالًا من دلجا وكرداسة؛ حيث تكرر فيها السيناريو الدموي ذاته، ومارست قوات الأمن قمعها نفسه من حصار بالدبابات والهيلكوبتر واقتحام البيوت بشكل عشوائي ومواجهة مستمرة للمسيرات -التي لم تتوقف على مدار ما يقرب من عامين- بالرصاص الحي والخرطوش؛ ما أسفر عن وقوع 11 شهيدًا من أبناء القرية منذ 3 يوليو 2013.
4- الميمون
سارت قرية الميمون في مركز الواسطى (بمحافظة بني سويف) على خطى مثيلاتها؛ حيث تعرضت إلى عمليتي محاصرة ومداهمة. المرة الأولى يوم 20 فبراير الماضي؛ حيث هاجمتها قوات الداخلية لفض مظاهرات مناهضة للانقلاب، باستخدام حوالي 50 مدرعة ومروحيات الجيش والزوارق الحربية السريعة من جهة النيل.
وأسفرت هذه المداهمة عن مقتل طالب وإصابة 20 آخرين بالخرطوش، واعتقال حوالي 30 شخصًا، إلى جانب اقتحام حوالي مائة منزل؛ منها 15 منزلًا تم تحطيم محتوياتها بالكامل، بالإضافة إلى سرقة ما بها من أجهزة إلكترونية ومشغولات ذهبية.
5- العتامنة
تعد قرية العتامنة من أنشط قرى محافظة سوهاج من حيث عدد المسيرات الرافضة للنظام، وتواصل قوات الأمن شن حملات المداهمات بشكل يومي.