علق موقع “بريت بارت” الأميركي على الفيديو الذي تداولته وسائل الاعلام الاجتماعية لعناصر من تنظيم الدولة وهم يقطعون رأس رجلين مسنين ثبت إدانتهما بالسحر والشعوذة في مصر.
وأضاف الموقع الأميركي في تقرير ترجمته “وطن” أن عمليات القتل هذه تشكل جزءا من حملة الاضطهاد التي تقوم بها الجماعات الإسلامية المتطرفة في الشرق الأوسط ضد أتباع الإسلام الصوفي، الذين يرون أنها هرطقة وعقبة أمام طموحاتهم السياسية.
ولفت الموقع إلى أنه ظهر رجلان مسنان في حلل برتقالية ينزلان من سيارة سوداء ويتجهان نحو الصحراء حيث يجري قطع رأسهما، ومن خلفهما رجل يقرأ ما يقول أنه هو حكم من محكمة شرعية يدين الرجلين بالموت لتنفيذ أعمال الردة والسحر مما يقود الناس إلى الشرك.
وجاء في نص الحكم: “شكرا لله الذي سمح لجنود الدولة الاسلامية في سيناء بتطبيق قانونه وإقامة الدين على الرغم من كل الكفار والمرتدين واليهود”.
وفي شريط الفيديو، يظهر أن تنظيم الدولة غالبا ما توجه تهم الشعوذة على أتباع الإسلام الصوفي غير العنيف، وفي مشاهد أخرى في الفيديو تظهر الشرطة الدينية وهو يقوم بتفجير الأضرحة الصوفية، حيث إن تنظيم الدولة والمسلمين السلفيين الآخرين يتهمون الصوفية بانتهاك الشريعة الإسلامية من خلال ممارسة العرافة، بمعنى استدعاء الأرواح للحصول على التوجيه، بدلا من إظهار الإيمان الكامل بالله، بحسب التقرير
وفي نوفمبر الماضي، أصدر تنظيم الدولة صورا عن اختطاف وإعدام الشيخ سليمان أبو حراز، وهو رجل دين صوفي كبير في شبه جزيرة سيناء، بعد أن اتهم بالسحر وتم قطع رأسه بالسيف، وقد تضمنت نشرة إخبارية نشرتها التنظيم في ديسمبر الماضي تحذيرا للصوفية المصريين من شرطة الأخلاق بأنهم سيقتلونهم إذا لم يتخلوا عن معتقداتهم، كما أن تنظيم الدولة يضطهد الصوفيين في سوريا كما تفعل القاعدة، وكما هو الحال في مصر، فإن دينامية الأضرحة الصوفية عنصر رئيسي في هذا الاضطهاد.
وذكر بريت بارت أن الصوفية أقلية دينية في مصر، وتقدر مدرسة اللاهوت في جامعة هارفارد أعدادهم بحوالي 15 في المئة من السكان، كما أن كراهية جماعة الإخوان المسلمين تجاه الصوفية قد ازدادت وضوحا عندما بدأت الأحزاب السياسية الصوفية تتشكل في أعقاب الربيع العربي.
ويفترض البروفسور نايل غرين من جامعة كاليفورنيا أنه بالإضافة إلى المعارضة العميقة للنهج الروحي الأكثر صوفية للإسلام، فإن جماعات مثل تنظيم الدولة والقاعدة والإخوان المسلمين تحقرهم لأن العائلات الصوفية لها جذور عميقة في مجتمعاتها، وفي الواقع يعتبر التصوف مدرسة تنظيمية عالية من الإسلام التي قد تكون أهم مقاومة سياسية للمتطرفين في بعض المجتمعات، مما يجعلها أهدافا لا مفر منه لهذه الجماعات.