عاود النظام السوداني من جديد هجومه على النظام المصري، بعد الحديث عن تهدئة بين البلدين، ولقاء عبدالفتاح السيسي مع مدير مكتب الرئيس السوداني عمر البشير بالقاهرة، وتبادل الرسائل التي تؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، كما قام النظام المصري بتقديم الدعم لحكومة جنوب السودان في تحدي واضح للنظام السوداني.
وفي ما وُصف بأنه أخطر تحركاتها ضد مصر، شكلت السودان، قبل أيام، لجنة لدراسة ملف مثلث حلايب وشلاتين مع مصر، في إشارة واضحة لاتجاهها نحو التصعيد، إذ كشف رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود السودانية، عن تكوين لجنة سودانية بشأن المنطقة، وكيفية إخراج المصريين منها، عبر الطرق الدبلوماسية..
بينما لجأت السلطات المصرية، في الأيام الأخيرة، إلى اتباع أساليب “التهدئة”، وفق مراقبين، بهدف نزع فتيل التوتر الذي شهدته علاقتها مع السودان، أخيرا، وبلغ ذروته بتصريحات أطلقها وزير الإعلام السوداني، المتحدث باسم الحكومة، أحمد بلال عثمان، وردود الفعل العنيفة من قِبل إعلاميين، ونواب مصريين، عليها.
وتمثلت التهدئة المصرية في عدد من الخطوات أبرزها اتصال هاتفي من قِبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بنظيره السوداني، إبراهيم غندور، وصدور بيان مشترك للوزارتين، نصَّ على عقد جولة للتشاور السياسي بينهما، في شهر أبريل المقبل، وكذلك الاتفاق على ما يُسمى “التعامل المكثف مع أي إثارة إعلامية”.
السيسي يقف بجوار البشير في القمة
والتقط قادة ورؤساء الوفود المشاركة في القمة العربية صورًا تذكارية قبل انطلاقها في العاصمة الأردنية عمّان.
وتُظهر الصور الملتقطة وقوف “السيسي” إلى جوار الرئيس “البشير” في أقصى اليمين، والسؤال المطروح: هل هناك بروتوكول ما يلتزم به القادة العرب أم أن الأمر متروك لهم؟.
الجيش السوداني يهاجم السيسي
وتدوال نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مقطعا صوتيا لإذاعة الجيش السوداني وهو تقوم بسب عبد الفتاح السيسي.
وجاء بالمقطع الصوتى ويتحدث فيه الإعلامي السوداني محمد يوسف، خلال البث الصباحي، بقوله: “كل وكالات الإعلام العالمية توبخ وصبت جام غضبها على الإعلام المصري القذر السيئ السمعة، وكلهم يقولون: لماذا سمحت الحكومة المصرية لإعلامها بالتطاول على دول عظيمة مثل السودان وقطر والسعودية والإمارات؟”.
وصف النظام المصري بالانقلابي
وتابعت: “هذا هو السؤال الكبير الذي طرحته كثير من وسائل الإعلام العالمية، ويمكنني الرد على هذا السؤال بأن الحكومة المصرية هي حكومة انقلاب عسكري انقلبت على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس محمد مرسي، الذي لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، وعبدالفتاح السيسي هو حكومة انقلاب عسكري، وكل الناس هنا تعترف حتى هذه اللحظة بأن الرئيس الشرعي في السجن”.
السيسي الخباز الإسرائيلي
وأضافت إذاعة الجيش السوداني: “الآلة الإعلامية المصرية القذرة والسيئة السمعة في كل دول العالم ما عندهم حليف إلا إسرائيل، ويمكن أن حكومة الخباز الإسرائيلي عبد الفتاح السيسى، هي التي سمحت للإعلام بالتطاول، والإعلام السوداني قادر على هذا التحدي، ونحن لكم بالمرصاد”.
واستطردت قائلة: “ندعو الله أن يحفظ السودان من كيد الأعداء والمتربصين به، خاصة أن السودان مقبل على فترة تنموية بعد رفع الحظر الاقتصادي الذي كان مفروضا علينا ظلما لمدة 20 سنة، وقد يكون رفع الحظر لم يلق قبول المصريين أو أعجابهم”، مضيفا: “نحن لا نلوم الشعب المصري، بل نلوم حكومته، لأن الشعب المصري يحبنا، بينما المشكلة في حكومته”.
ووجهت إذاعة الجيش السوداني الشكر لحكام دول الإمارات وقطر والسعودية، قائلا: “أنتم أصحاب حضارة وتاريخ، الإعلام المصري لا يهزكم أبدا، فأنتم متقدمون اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ورياضيا، أين أنتِ يا مصر؟ متقدمة في أي شيء؟ فقط في الحكي (الكلام)، وإذا كان التعبير والسب عبر آلتكم الإعلامية القذرة فقط، فنحن جاهزون”، مؤكدا أن الشعب السوداني صادق في كل كلماته وعباراته.
وأكملت: “شكرا جزيلا للقوات المسلحة السودانية حامي دفاع هذا الوطن الكبير من كيد الأعداء والمتربصين، نحن معكم في خندق واحد حتى استرداد آخر شبر من تراب الوطن الغالي، لأن جنودنا وصّونا على تراب هذا الوطن”.
واختتمت بالقول: “النصر للسودان والسعودية وقطر والإمارات، ومن يسيء للإمارات يسيء للسودان، ومن يسيء لقطر والسعودية يسيء للسودان، للأسف الشديد الكل يتأسف على حال الإعلام والشعب المصري، وعلى حال الحكومة المصرية التي لا تعرف ماذا تقول! يقولون: أصحاب حضارة.. لكن كل المباني الموجودة بمصر التي تفتخرون بها هي مبان بلا معاني، وهذا يؤسف أن تكون تلك المباني بلا قيم بلا أخلاق ولا شيء فيها”.
منحة مصرية لدعم جنوب السودان
ويواصل النظام المصري دعم جنوب السودان، في تحدي واضح السودان ونظام البشير.
ووافق مجلس النواب خلال الجلسة المسائية أمس الثلاثاء على منحة مصرية بقيمة خمسة ملايين دولار إلى دولة جنوب السودان.
وتأتي الاتفاقية تنفيذًا للتعاون الفني بين البلدين في مجال إنشاء أربع منشآت لحصاد مياه الأمطار الموقعة في مدينة “جوبا” بتاريخ 2 نوفمبر 2016م، الصادر بقرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 60 لسنة 2017م.
البشير يتهم السيسي
واتهم الرئيس السوداني عمر البشير بدعم حكومة دولة جنوب السودان بالأسلحة والذخائر، وأن لدى إدارته معلومات تفيد بأن نظام السيسي يدعم حكومة جنوب السودان، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية لا تقاتل في جنوب السودان؛ لكنها تمد حكومتها بالأسلحة.
وأكد أن هناك مؤسسات في مصر تتعامل مع السودان بعدائية، متهمًا جهات -لم يسمّها- داخل هذه المؤسسات بأنها تقود هذا الاتجاه، مضيفًا أن المعلومات لدى الحكومة السودانية تفيد بأن الاستخبارات المصرية تتصرف بطريقة تضرّ بالعلاقات بين البلدين؛ حيث ثبت أن هذه الاستخبارات وراء استضافة القاهرة شخصيات من المعارضة السودانية التي عرقلت محاولات إنهاء الخلافات في الداخل السوداني.
وأكد موقع صحيفة “”Northafricapostt المغربية أن توقيع مصر وجنوب السودان “اتفاق تعاون” أثار مخاوف حكومة الرئيس السوداني عمر البشير.
وأضافت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية، في تقرير لها، أن تفاصيل الاتفاق التعاون الثنائي “تشوبه الضبابية”؛ ولكن المعلوم أنه يتركز على تعزيز التعاون في تبادل الخبرات، وتدريب القوات الخاصة، وإجراء تدريبات مشتركة، والمشاركة في الندوات وعمليات الإنقاذ العسكري.
وأوضحت الصحيفة أن الصفقة العسكرية المصرية مع جنوب السودان تأتي في الوقت الذي تواجه فيه الخرطوم وجوبا نزاعات حدودية على ترسيم المنطقة “أبيي” الغنية بالنفط.