بعد إعفاء رئيس الوزراء المغربي، عبدالإله بنكيران، بقرار من العاهل المغربي الملك محمد السادس، تم تعيين سعد الدين العثماني، العضو في حزب العدالة والتنمية، رئيسًا جديدًا للوزراء وطلب منه تشكيل حكومة، في مسعى إلى كسر جمود بشأن تشكيل الحكومة دام خمسة أشهر عقب الانتخابات.
قيادي في حزب العدالة والتنمية، قال إنه “ليس هناك سياسة بدون تنازلات”، وذلك في تعليقه عن توصل رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني إلى تشكيل حكومي يضم 6 أحزاب، بينها “الاتحاد الاشتراكي”، الذي سبق أن رفض رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران ضمه للتشكيل الجديد.
وأضاف لحسن الداودي عضو الأمانة العامة (أعلى هيئة تقريرية للحزب)، أن حزبه يتبنى مبدأ تغيير الأحكام بتغيير الأمكنة والأزمنة، ولفت في تصريح أنه بعد تغير الظروف، وبروز مستجدات بالمشهد السياسي، كان لابد أن يتأقلم الحزب مع هذه المستجدات، وقال إن “بنكيران طالب أعضاء الحزب فتح صفحة جديدة للحزب بعد قرار إعفائه”.
وأعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني، السبت، التوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي يضم 6 أحزاب، بينها حزب “الاتحاد الاشتراكي”؛ لينهي بذلك جموداً في مشاورات تشكيل الحكومة استمر أكثر من 5 أشهر.
وقال “العثماني” في مؤتمر صحفي عقده في الرباط، حضره رؤساء الأحزاب المشاركة، إن الحكومة الجديدة ستضم إضافة إلى حزب العدالة والتنمية (125 نائباً من أصل 395 نائباً)، التجمع الوطني للأحرار (37)، والحركة الشعبية (27)، والاتحاد الدستوري (19)، والتقدم والاشتراكية (12)، والاتحاد الاشتراكي (20).
ولفت إلى أنه سيتم تشكيل لجنة لإعداد برنامج الحكومة بالتوازي مع مشاورات توزيع الحقائب، وأشار إلى أن “هذا القرار أملته الإرادة الحاسمة لتجاوز العقبات التي حالت دون تشكيل الحكومة في الفترة الماضية”، وأضاف أن “أحزاب الائتلاف الحكومي الجديد ستعمل على الاتفاق على هيكلة الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب ابتداء من الأحد”.
وبذلك يكون العثماني استبعد حزب الاستقلال (46 مقعداً) من حكومته، فيما اختار حزب الأصالة والمعاصرة (102 مقعد) البقاء في طرف المعارضة.
سعد الدين العثماني، سياسي مغربي من أصل أمازيغي، جمع بين التكوين العلمي والشرعي، ودخل غمار الحياة السياسية من باب حركة دعوية، وهو طبيب نفسي معتدل في أفكاره وأطروحاته منشغل بتجديد الفقه الإسلامي.
لُقب سعد الدين العثماني بـ”الفقيه الطبيب”، فيما لقبه آخرون بـ”السياسي الهادئ الرزين، الذي يزن كل كلمة يقولها”.