قضت محكمة عسكرية في غزة بإعدام فلسطينيين اثنين هرّبا مخدرات إلى داخل القطاع، وهو أول حكم إعدام في غزة بتهمة الاتجار في المخدرات.
تأتي هذه القضية بينما تفيد تقارير بارتفاع عدد مدمني المخدرات داخل القطاع بشكل لافت؛ خاصة على أقراص “ترامادول”، وهو أصلًا مسكّن للأوجاع.
عمليات الضبط
وكانت آخر العمليات حين نجحت الشرطة في ضبط كميات كبيرة من المخدرات تم تهريبها عبر بيت حانون “إيرز” وإلصاقها أسفل سيارة أحد الأشخاص أثناء مروره إلى غزة، كما تمت مصادرة كمية أخرى من المخدرات والخمور هربت بواسطة عدد من المواطنين والسيارات.
كما ضبطت إدارة مكافحة المخدرات أكثر من مائتي فرش حشيش تم تهريبها عبر معبر إيرز شمال غزة؛ حيث تبلغ قيمتها 250 ألف دولار.
ودفعت عمليات التهريب، التي نشطت بصورة كبيرة عبر المعابر الإسرائيلية الحدودية المتصلة بالقطاع، شرطة القطاع إلى إخضاع كل ما يمر عبر هذه المعابر للتفتيش والرقابة؛ حتى تقطع الطريق على من يحاول ضرب الجبهة الداخلية ويسعى إلى نشر الرذيلة.
دور إسرائيلي
وفي هذا الجانب، أكد النقيب صابر خليفة، من مكافحة المخدرات، أن الحرب بين الفلسطينيين وإسرائيل “تدخل في ميادين عدة؛ منها محاولة المخابرات الإسرائيلية هدم أخلاق الشباب والفتيات في الضفة الغربية وقطاع غزة”، مشيرًا إلى أن كميات كبيرة من أنواع متعددة من المخدرات تم ضبطها داخل السلع التي تسمح إسرائيل بإدخالها.
وقال خليفة في تصريح صحفي: “من خلال التحقيق مع تجار المخدرات أكدوا أن المخابرات الإسرائيلية تتساهل في تحصيل أموال بيع المخدرات داخل غزة”، في أشارة إلى نيتهم إغراق مدن غزة بالمخدرات.
كما كشف خليفة عن إلقاء القبض على تجار بحوزتهم كميات كبيرة من منشطات جنسية خاصة للفتيات. وقال: “على الرغم من أن الأنفاق عملت توازنًا بين حصار إسرائيل لغزة وبين استمرار حياة الفلسطينيين؛ فإننا في شرطة غزة نضبط معظم السلع والمواد التي تدخل من خلاله، من خلال الأجهزة المختلفة التي تعمل لأجل حفظ الأمن والمجتمع”.
ونوه أن مكافحة المخدرات اكتشفت عملية معقدة من مادة الكوك السائل. وقال: “اشتبهت الشرطة في كمية سائلة قال صاحبها إنها منظفات، لكن بعد الفحص المخبري تبين أنها مادة كوك سائلة من أخطر المواد المخدرة على جسم الإنسان”.
تحذيرات حقوقية
ودفع تناول بعض الفلسطينيين هذه الحبوب إلى مطالبة المؤسسات الحقوقية والمعنية بالإنسان بالحد من هذه الظاهرة التي اعتبروها “تشكل خطرًا مستقبليًا على الأسر الفلسطينية وازدياد معدل الجريمة بأنواعها المختلفة”.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن إرتفاع نسبة متعاطي الحبوب والمخدرات في قطاع غزة سيؤدي إلى ارتفاع الجريمة لاحقًا، خاصة وأن سعرها مرتفع في وقت تزداد فيه البطالة والفقر؛ مما يؤدي إلى ارتفاع العنف والجرائم المختلفة.
وأكد المركز أن المخدرات، بالإضافة إلى إتلافها عديدًا من أجهزة الإنسان الداخلية، تتلف خلايا المخ؛ الأمر الذي يؤدي إلى سلوك غريب وتصرفات غير مسؤولة لمتعاطيها.