قال محللون إن حرب “إسرائيل” القادمة ستكون حفرة لها ضد قوات إيران وحزب الله، بالإضافة إلى إمكانية مواجهة أخرى مع حماس في غزة، ويمكن أن تشبه هذه الحرب القادمة في شمال “إسرائيل” الحروب التي لم تخضها منذ 1973.
وقال موقع “فورورد” إنه “يعتقد أن الأمر ليس بشأن الصراع العربي الإسرائيلي أكثر من كونه متعلقًا بالحرب الأهلية المستمرة في سوريا والمواجهة المستمرة بين إيران و(إسرائيل)، ويمكن أن يكون ناتج هذه الحرب تدمير قوى في (إسرائيل)، وكذلك إرضاء غاية الدول العربية التي تعرب عن قلقها من إيران وطموحها في التوسع في المنطقة”.
وأضاف الموقع أن غزو إيران وروسيا لسوريا تمكن من تحويل مسار الحرب لصالح بشار الأسد في دمشق، والآن أوشكت الحرب على الانتهاء، على الأقل في الأجزاء غير الصحراوية التي تواجه البحر المتوسط، وفي الغرب على حدود سوريا مع “إسرائيل” وهضبة الجولان. ولفعل ذلك، حشدت طهران تحالفًا من مرتزقة الشيعة. وبعد انتهاء الحرب ستبقى هذه القوات بالقرب من الجولان وبجانبهم حزب الله بحوالي مائة ألف صاروخ وغيرها من أسلحة قادرة على استهداف “إسرائيل”.
وعلى الرغم من معاناة القوات التابعة لحزب الله وإيران من هزائم في سوريا؛ فإنهم مستعدون ماليًا لإصلاح ذلك، وتعي “إسرائيل” ذلك لعدة أسباب؛ أولها التهديد العسكري الذي يمثله حزب الله وإيران. وفي فبراير الماضي قال خامنئي إن “إسرائيل مثل الورم الذي يجب استئصاله وسيتم ذلك”. ثانيًا، الانتصار في سوريا سيمثل انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا لإيران في استعراض قوتها في المنطقة، وتحاول إيران تطوير وجود بحري في الشرق الأوسط من خلال موانئ سوريا.
وثالثًا أن ضغط تجمع إيران وسوريا وحزب الله تمكن من التحفيز لتحول سياسي في لبنان؛ حيث إن وصول المسيحي ميشيل عون إلى السلطة جاء بدعم من حزب الله، وقال عون في فبراير الماضي إن أسلحة حزب الله تعد تكاملًا مع أسلحة الجيش اللبناني؛ حيث اعتبر أنهم جزء أساسي من دفاع لبنان.
واعتبر مراقبون أن هذا البيان يلغي السياسة اللبنانية التي اعتبرت في أحد الأوقات أن الجيش اللبناني وجد فقط للدفاع عن الدولة؛ حيث استطاع لبنان من قبل خلق مسافات بين أهداف حزب الله الاستراتيجية وأفعالها وبين سيادة لبنان.
وهناك مؤشرات بأن قوات الجيش اللبناني تعاون قوات حزب الله في جنوب لبنان. وفقًا لذلك، يمكن اعتبار أي هجوم من حزب الله هجومًا من لبنان، ويمكن أن يشعل حربًا بين لبنان و”إسرائيل”؛ ولكن يمكن لذلك أن يكون له تأثير مدمر على التوازن الداخلي الحساس في لبنان وتحسين العلاقات بين “إسرائيل” والعالم العربي.
في 9 مارس سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى موسكو للقاء قمة مع الرئيس الروسي للمرة الرابعة في آخر 18 شهرًا. منذ أن دخلت روسيا إلى سوريا في سبتمبر 2015، تحدثت “إسرائيل” وموسكو كثيرًا في هذه المسألة، ومن بينها طرق للتأكد من الطائرات المقاتلات الروسية والإسرائيلية لا تتقاتل في سماء سوريا.
تغير ظروف الاستراتيجية الدولية يمكن أيضًا أن يجعل نتنياهو يستغل اتصالاته الوثيقة مع بوتين وترامب لنقل الرسائل بينهما. ولكن نتنياهو أوضح بعد اجتماعه أن البند الرئيس كان حول إيران، ليس بشأن الأزمة النووية؛ ولكن بشأن تنامي التهديد العسكري تجاه “إسرائيل” من سوريا ولبنان.
وتثير هذه التطورات عديدًا من التساؤلات: هل يمكن إقناع بوتين بمرافقة القوات الإيرانية وغيرها من سوريا كجزء من نهاية اللعبة السورية هناك؟ هل تهديد “اسرائيل” باستهداف اللبنانيين سينجح في وقف حرب أخرى مع حزب الله أم سيكون لها تأثير في اتساع هذه الحرب؟ وإذا بدأت حرب وأمطر “حزب الله” إسرائيل بوابل من الصواريخ، هل يمكن استهداف “إسرائيل” لأجزاء كبيرة من سوريا ولبنان المساعدة في إنهاء هذه الحرب سريعًا؟ هل ستتحمل القوات الإيرانية ما يكفي لردع ضرر القتال عن طهران في المستقبل؟ هل ستعاني إسرائيل من ضرر تجاه المدنيين والبنية التحتية؟
وأخيرًا، ماذا سيكون دور ترامب تجاه هذه الأزمة المتصاعدة من خلال التهديد الإيراني لإسرائيل بأراضي سوريا ولبنان؟ حيث يبدو أن أميركا وروسيا هما الجهتان اللتان يمكنهما تغيير الواقع على الأرض في سوريا.