يرى مركز “موشيه ديان” الصهيوني في دراسة له أن معاناة المصريين الحالية تدفعهم إلى الحنين إلى أيام الملكية بعيداً عن الأنظمة العسكرية.
وقال التقرير إنه خلال السنوات الماضية يشعر المصريون بالحنين إلى الملكية، وتعبر صفحة الملك فاروق على الفيس بوك عن هذا الحنين كرد فعل على المظالم الشعبية الحالية، خاصة بعد تدهور الاستقرار والأمن والحرية والفرص الاقتصادية، وينفصل هذا الحنين بشكل واضح عن الحقائق التاريخية، ويسلط الضوء بشكل انتقائي على الجوانب الإيجابية من الماضي، وينظر إلى الملكية المصرية على نحو متزايد من خلال “نظارات وردية” بسبب عدم وجود آفاق واضحة للمستقبل.
ويضيف التقرير: “أعرب المصريون عن الحنين إلى النظام الملكي لأول مرة خلال السنوات الأخيرة من عهد مبارك، وحتى ذلك الحين، قدمت الملكية في ضوء سلبي من قبل الدولة وقدمت كتب التاريخ التي تقرها الحكومة الدولة الملكية المصرية في ضوء سلبي إلى حد كبير، حيث تم تقديم الملك فاروق علىى أنه مقامر وزير نساء، يعيش حياة رغدة، ومع ذلك فإن هذه الحقبة جذبت الاهتمام خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك، وزاد الاهتمام الإعلامي بأعضاء العائلة المالكة، وسلط مسلسل تلفزيوني بعنوان “الملك فاروق” في عام 2007 الضوء على الديقراطية والحرية في فترة ما قبل ثورة يوليو، وهو ما يناقض ما يتعلمه تلاميذ المدراس المصرية”.
ويستطرد التقرير: “يحذر منتقدي الحنين إلى الحقبة الملكية من أنها تميزت بالفقر والأمية والجهل والانقسام الطبقي والفساد وانعدام الحقوق، إلا أن أحداث يناير 2011 ويونيو 2013 دفعت البعض إلى الاعتقاد بأن التجربة الجمهورية في مصر قد فشلت، وأن العودة إلى الملكية قد يكون الحل للمشاكل الحالية، وربما يكون هذا الاستنتاج مرتبط بما أثبتته الأنظمة الملكية من مرونة في وجه تقلبات الربيع العربي، وخلال حواره عام 2013 دعا أحد أفراد العائلة المالكة المصرية، وهو الأمير عثمان رفعت، إلى عودة الملكية في مصر، مستشهداً بالنموذج الأسباني الذي أعاد الملكية بعد سنوات من الحرب الأهلية المدمرة والحكم الديكتاتوي الفاشي، وتستمتع البلاد الآن بنموذج ديمقراطي قابل للحياة، واقترح المرشح الرئاسي حسام شلتوت في انتخابات 2014 عودة الملكية مرشحاً أحمد ابن الملك فاروق لتولي الرئاسة”.
وأضاف التقرير: “مع ذلك، فإن عودة الملكية عند غالبية المصريين، لا تبدو هدفا منطقيا، وذلك مع وحود حنين متزايد إلى الحقبة الناصرية، وفي الحقيقة، فإن الحنين إلى كل من الماضي الملكي وشعبية عبدالناصر هما ردا فعل على المظالم الشعبية في الوقت الحالي وطريقة للتعبير عن الاحتياجات والرغبات الحالية”.
واستكمل المركز تقريره قائلا: “اتجاه الحنين هذا هو رد فعل على فشل ثورة 1952 وثورة 2011، وفي نفس الوقت، الحنين إلى الملكية، يمثل حالة الاستياء من عودة الجيش إلى السياسة بعد 2013”.
ويختم التقرير بالقول: “الحنين إلى فترة ما قبل الثورة هو تعبير عن الاستياء والغضب تجاه النظام العسكري، ويلقي الضوء على حدة المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعانيها مصر”.