نفت كل من مصر وروسيا الأنباء التي قالت إن هناك قوات روسية بقاعدة سيدي براني المصرية استعدادا لدعم خليفة حفتر بشرق ليبيا في النزاع الدائر هناك
ففي مصر؛ نفى مصدر عسكري مسؤول، اليوم الثلاثاء، بشدة صحة ما وصفه بـ”مزاعم” أوردتها وسائل إعلام غربية حول تمركز قوات روسية خاصة في قاعدة جوية غربي مصر بالقرب من الحدود الليبية.
وفي سؤال لـ”لأناضول،” بخصوص هذا الشأن، أجاب المصدر العسكري المصري المسؤول، متحفظا على ذكر اسمه لأسباب متعلقة بحساسية الأمر: “غير صحيح تماما. هذه مزاعم، والكلام يفقد مصداقيته عندما يكون لتشويه صورة بلد”.
وأضاف: “مصر لها سيادة ولا تقبل بذلك ولا قوات أجنبية نهائية بمصر”.
ونسب تقرير صحفي غربي، أمس الإثنين، إلى مسؤولين أميركيين ومصادر أمنية مصرية (لم يسمهم) قولهم إن روسيا نشرت، خلال الأيام الأخيرة، قوات خاصة وطائرات بدون طيار في قاعدة جوية بمنطقة سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، نفى أيضا في أكتوبر الماضي، تقريرا مشابها نشره موقع تلفزيون “روسيا اليوم” الرسمي حول مفاوضات بين القاهرة وموسكو لاستئجار قاعدة عسكرية، غربي البلاد، قائلا: “لن نسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية في مصر”.
والعلاقات المصرية الروسية تبدو جيدة، في عهد عبد الفتاح السيسي، رغم قرارات موسكو الأخيرة بوقف رحلاتها الجوية للقاهرة عقب سقوط طائرة روسية، بسيناء، شمال شرقي البلاد، قبل نحو 18 شهرا، وسط تقارب ملحوظ في المواقف حيال أزمات المنطقة لاسيما في سوريا وليبيا.
من جانبه؛ نفى مجلس الاتحاد الروسي اليوم الثلاثاء، الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عن إرسال روسيا عسكريين وطائرات من دون طيار إلى قاعدة جوية في مصر.
ووصف فلاديمير جاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، تلك الأنباء بالوهمية، مضيفا أن “روسيا لم تفعل ذلك ووزارة الدفاع لا تؤكدها. إنها أنباء وهمية لا تستحق الاهتمام”.
وشدد المسؤول الروسي على أن مثل هذه الأخبار المضللة هي عناصر في حرب إعلامية “يشنها الجميع ضد الجميع”.
وردا على مزاعم عن وجود قوات روسية قرب الحدود الليبية، نفى العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، وجود أي جندي أجنبي على الأراضي المصرية، قائلا إنها مسألة سيادة.
ورفض الجيش الأميركي، بدوره، التعليق على هذه الأنباء، حيث نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين عسكريين أمبركيين أن “التخابر الأميركي على الأنشطة العسكرية الروسية يشوبه التعقيد في كثير من الأحيان بسبب استخدام متعاقدين أو قوات بملابس مدنية”.
وقالت “رويترز” استنادا إلى مصادر أمريكية ومصرية ودبلوماسية إن: “روسيا نشرت فيما يبدو قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا في الأيام الأخيرة في خطوة من شأنها زيادة المخاوف الأميركية بشأن دور موسكو المتنامي في ليبيا”.
ورأى مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون، بحسب تقرير مطول للوكالة، أن “أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته يوم الثالث من مارس عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته”.
ونقلت “رويترز” عمن وصفتهم بأنهم مسؤولون أميركيون طلبوا عدم نشر أسمائهم ان الولايات المتحدة “لاحظت فيما يبدو قوات عمليات خاصة روسية وطائرات بلا طيار عند سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا”.
وبعد أن ساقت رويترز هذه المعلومات المثيرة، ذكرت أن مصادر أمنية مصرية زودتها بتفاصيل أخرى عن “وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فردا لكنها امتنعت عن مناقشة مهمتها”، وأن “روسيا استخدمت أيضا قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير”.
ولفتت الوكالة إلى أنه “لم ترد أي تقارير في السابق عن عملية نشر القوات الروسية”، مضيفة أنها لم تتمكن من ” التحقق على نحو مستقل من وجود قوات خاصة أو طائرات بلا طيار أو طائرات عسكرية روسية في مصر”.
وبالمقابل، أضافت رويترز، نقلا عن مصادر مصرية، أن “طائرات عسكرية روسية حملت نحو ست وحدات عسكرية إلى مرسى مطروح”.
وهكذا، ففيما كان الوجود الروسي المزعوم قرب الحدود المصرية الليبية ينحصر في 22 فردا من القوات الخاصة، اتسع على لسان مصادر أخرى إلى “نحو ست وحدات عسكرية”، ما يعكس جملة التناقضات التي زخر بها التقرير.
ومن جهة أخرى، نفى محمد منفور، قائد قاعدة بنينا الجوية الواقعة قرب مدينة بنغازي “أن يكون الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قد تلقى مساعدة عسكرية من الدولة الروسية أو متعاقدين عسكريين روس ونفى أيضا وجود أي قوات أو قواعد روسية في شرق ليبيا”.
وأشار تقرير وكالة رويترز إلى أن “بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة، أرسلت خلال العامين المنصرمين، قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا، كما نفذ الجيش الأميركي ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد تنظيم (داعش) من معقله في مدينة سرت”.
وفي سياق ذي صلة، نقلت رويترز عن أوليغ كرينيتسين، رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية الخاصة، أن “قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية نفت أي علاقة لها بعملية إزالة الألغام من مصنع إسمنت في بنغازي الليبية، وقالت الوزارة في بيان بالخصوص: “ليست لدينا أي معلومات عن متعاقدين من روسيا تولوا إزالة الألغام من منشأة صناعية في منطقة مدينة بنغازي شرقي ليبيا. ولا نعرف المصدر الذي نقلت عنه وكالة (رويترز) هذا الخبر. ولم تجر أي مشاورات بهذا الشأن في وزارة الخارجية الروسية”.