كشف مسؤول في مركز دراسات السياسة العليا بوزارة الخارجية الإسرائيلية عن اتصالات مكثفة تجريها تل أبيب وسفارتها في القاهرة مع جامعة الدول العربية والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية قبيل زيارة محمود عباس المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع عبدالفتاح السيسي.
ونقل موقع “المونيتور” الأميركي عن المسؤول الإسرائيلي قوله: “إن هذه المحادثات الاستراتيجية تؤثر على علاقات الدول العربية مع حكومة ترامب”، حيث أن السيسي نفسه يولي أهمية كبرى للتنسيق مع الرئيس ترامب، خاصة وأن إدارته تتضمن رجلين يفهمان العالم العربي بشكل أفضل، هما وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت رايموند ماكماستر”.
وكتب الموقع الأميركي في تقرير له أن من وجهة نظر المصريين، ينبغي أن يتضمن جدول أعمال الاجتماع صعود الشيعة في المنطقة نظرا لتنامي نفوذ إيران وحلفائها، والحرب ضد داعش في سيناء، وكذلك حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومستوى المعونة الأميركية لمصر على خلفية تلميحات ترامب بأنه يخطط لخفض المساعدات المقدمة للدول في منطقة الشرق الأوسط، بحسب “المونيتور”.
وأكد دبلوماسي مصري رفيع المستوى في تل أبيب أيضا أن هناك اتصالات واسعة بين القاهرة وواشنطن وتل أبيب مع عدد من الدول العربية لإيجاد تسوية نهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، معتبرا أن الحرب على الإرهاب وضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية يتصدران جدول أعمال لقاء السيسي مع ترامب، مضيفا أن مستوى المساعدات الحالية مصلحة أمريكية واضحة، ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح المشتركة للبلدين لمكافحة الإرهاب.
وأضاف الدبلوماسي المصري – رفض الكشف عن هويته- أن القاهرة تعمل على تنسيق موقفها المشترك مع غيرها من الدول السُنية البراجماتية حيال كل هذه القضايا، ووفقا له فإن القاهرة تشعر بالتفاؤل حول إمكانية التعاون مع واشنطن بشأن بعض القضايا مثل الحرب على الإرهاب والملف النووي الإيراني.
وأوضح “المونيتور” أن القاهرة ترى بشكل واضح أنه مع تغيير الحكومة يجب على الدول العربية وضع سياسات واستراتيجيات السياسة التي تتعلق بمستقبل المنطقة، ولذا أحد الاقتراحات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف هو عقد اللجنة الرباعية العربية (مصر، والأردن، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة) لقاء يهدف إلى صياغة موقف مشترك بشأن حل الدولتين الذي سيقدم إلى الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.
الدبلوماسي المصري قال لـ”المونتور” أن المشاركين في المحادثات بالقاهرة اقترحوا عقد اجتماع قمة بين ترامب واللجنة الرباعية العربية يهدف لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرا إلى أن القاهرة لا تعارض فكرة تطبيق الحل الكونفدرالي، ولا تهتم بوضع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، أو حق عودة الفلسطينيين ووضع القدس الشرقية والأماكن المقدسة، وهذا الإطار فضفاض من كونفدرالية تشمل عناصر مثل التجارة الحرة، والتنسيق الأمني، ومشتركة في البرلمان العام والجهود المشتركة لحل قضايا الوضع الدائم في الصراع مع “إسرائيل”.