على الأرجح، سيفوز حزب “من أجل الحرية” الذي يقوده اليميني المتطرف المناهض بشكل معلن للإسلام خيرت فيلدرز في الانتخابات البرلمانية بهولندا الأسبوع المقبل؛ ولكن يجب على الصحفيين الذين شبّهوا فليدرز بترامب أن يعتذروا للرئيس الأميركي.
يشبه “فيلدرز” ترامب في عدد من الأشياء؛ فشعاره أيضًا أنه سيجعل هولندا عظيمة مجددًا، ويستخدم تويتر كمنصة للهجوم على معارضيه، ويشيد به عديد من الشخصيات في الحزب الجمهوري الأميركي المناصرين للفكر اليميني.
ونقل موقع “إنترسبت” عبر مقال للكاتب مهدي حسن أن فيلدرز يعد أسوأ من ترامب؛ فعندما يأتي الحديث عن الإسلام والمسلمين فإن فيلدرز يجعل ترامب يبدو وكأنه معتدل؛ حيث يريد إيقاف دخول المسلمين بشكل نهائي لهولندا وحظر المساجد، ويريد محو الإسلام بشكل نهائي.
ويدعي النائب اليميني أن الإسلام أيديولوجية وليس ديانة؛ حيث قال من قبل إن الإسلام مثل “الفيروس” في أوروبا، مؤكدًا أنه إذا لم يوقف العالم الإسلام الآن فإن وجود أوروبا سيكون مسألة وقت؛ حيث يعتقد أنه لا وجود للإسلام المعتدل.
وقال فيلدرز في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إنه لا مزيد من الإسلام، وتساءل كاتب المقال مستنكرًا: كيف يمكن محو ديانة دون التخلص من 1.6 مليار شخص؟ وادعى فيلدرز دومًا أنه يعادي الإسلام وليس المسلمين؛ ولكن استهدافه في حديثه للمهاجرين المسلمين يقول العكس.
ويعد فيلدرز معاديًا للإسلام منذ زمن، مثلما قال أخوه؛ فقد زار إسرائيل في أواخر سنوات مراهقته أكثر من 40 مرة، وهو ما ساعد في إقناعه بأن الإسلام يريد أن يسيطر على الحضارة الغربية. وعلى عكس اليمين المتطرف، فإن فيلدرز يضع عداءه للإسلام في خطابه عن الليبرالية والتنوير، وفاز على نظرائه من اليسار بسبب قوله إن موقف هولندا المتسامح في الأمور الاجتماعية يهدده الغزو الإسلامي.
ولكن، كيف يمكنه دعم الليبرالية ودعم حرية التعبير في حين ينادي بمنع القرآن؟ وكيف يدعو إلى حرية العبادة في حين يريد غلق كل المساجد؟ وكيف يدعي أنه يقاتل المتطرفين باسم حقوق المثليين في حين يتحالف مع اليمينية ماري دي لوبان وميتو سالفاني من إيطاليا الذين يعارضان حقوق المثليين؟ وكيف يدعي أنه غير عنصري وهو يهدد المهاجرين من المغرب وأطفالهم الهولنديين؟
أطلق فيلدرز خلال حملته الانتخابية في فبراير الماضي حملة ضد المغاربة؛ حيث لامهم على جعل الشوارع غير آمنة. وفي ديسمر الماضي حكمت عليه محكمة في أمستردام بتهمة الإهانة والتحريض على التمييز بسبب جولته في مارس 2014.
وأصر فليدرز على عدم دعوته إلى العنف، ولكن كلماته كانت لها عواقب؛ حيث حدثت حالات من جرائم الكراهية. وكمثال على ذلك، قتل أندريس بريفيك -الذي يصف نفسه بالفاشي- 77 شخصًا فيما دعاها “حربًا أهلية على انتشار الإسلام في أوروبا”، وذكر بريفيك “فيلدرز” 30 مرة في بيان رسمي له، وقيل إنه حضر جولات لفيلدرز.
كما هو الحال في أميركا وبريطانيا وفرنسا، فإن المعاداة للإسلام هي طريقة للفوز في هولندا. ولكن، هل يمكن لفيلدرز أن يحقق واحدة من أكبر المفاجآت في أوروبا منذ الحرب العالمية والوصول إلى رئاسة الوزراء؟
تعهدت عديد من الأحزاب الهولندية بعدم تكوين تحالف مع حزب فيلدرز. وقال كاس ماد، أستاذ بجامعة جورجيا وخبير في الشعبوية، إنه من غير المرجح أن يصبح فيلدرز رئيس وزراء؛ ولكن كل شيء يعد ممكنًا.
سواء أصبح رئيسًا للوزراء أم لا، فإن فيلدرز نجح في دفع الهولنديين نحو الجانب المتطرف بخصوص بعض المسائل؛ مثل الإسلام والهجرة.