لا تزال السرقات المتتالية للآثار بوجهٍ عام والإسلامية بوجه خاص تثير تساؤلات حول تأمين هذه الأماكن المهمة والجاذبة للسياحة، والتي تزخر بروائع الفنون على مر العصور.
سرقة مسجد اﻹمام الشافعي
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض إليها المسجد للسرقة؛ ففي عام 2009 سُرقت حشوة خشبية من داخل المسجد، وفي عام 2014 اكتشف غياب خمس حشوات أثرية.
وشيّد قبة الإمام الشافعي وضريحه بالقاهرة السلطان الكامل الأيوبي عام 1211م، ولم يبق منه الآن إلا الضريح الخشبي المحفور ذو الرسوم الرائعة، ويعد هذا الضريح المغطى بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مباني العصور الوسطى.
سرقة مشكاوات مسجد الرفاعي
وفي أول أيام العام الجاري، اختفت ست مشكاوات أثرية من مسجد الرفاعي الموجود بالقرب من ميدان صلاح الدين بالقلعة.
وتم اكتشاف السرقة عند تصوير فيلم “الكنز”، بطولة الممثل محمد رمضان وإخراج شريف عرفة، وبمرور مراقبي الآثار بجانب الغرفة التي تلي غرفة التصوير، شاهد المراقبون من النافذة اختفاء المشكاوات رغم وجود الأقفال على الباب.
وتبين فيما بعد أن أحد الموردين للإكسسوارات الخاصة بالفيلم تمكن من إخفائهم في صناديق المعدات.
والمشكاوات المسروقة هي ست من أصل 15 مشكاة، وكانت موجودة في الغرفة التي دُفن فيها الملك فؤاد والأميرة فريال بالمسجد؛ ويصل ارتفاع الواحدة منها إلى 40 سنتيمترًا وقطرها إلى 17 سنتيمترًا.
ولم ينجُ المسجد أيضًا من السرقة لعدة مرات دون مراعاة لأهمية مقتنياته؛ حيث سرقت منه قطعتان نحاسيتان في عام 2011، وسرقة مشكاتين لعباس حلمي الثاني في عام 2014.
تعود المشكاوات المسروقة إلى عام 1911، وهي مصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، وعليها رنك (ختم) باسم الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي حكم مصر بين عامي 1892 و1914، وكتابات بخط الثلث المملوكي لآية “الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح” من سورة النور.
سرقة منبر “قاني باي” الرماح
من الممكن أن تتخيل سرقة مشكاوات أو أوانٍ نحاسية أو لوحات؛ لكن أن تتم سرقة منبر كامل دون أن ينتبه إليه أحد، فهذا ما حدث مع مسجد “قاني باي”.
يقع مسجد “قاني باي” الرماح الأثري ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة.
هذا المنبر المسروق يتكون من مجموعة من الحشوات الخشبية المجمعة على شكل أطباق نجمية، تم تطعيمها بالسن، ومصنعة من الخشب الهندي.
مسجد “ابن طولون”
تعرض مسجد أحمد بن طولون إلى السرقة في يونيو 2014؛ حيث تمت سرقة مفصلات نحاسية من منبر المسجد عليها نقوش إسلامية تعود إلى العصر المملوكي.
مسجد أحمد بن طولون من أقدم المساجد الأثرية التي لا زالت محتفظة بخصائصها المعمارية والفنية الأولى، بني في الربع الأول من القرن الثالث الهجري، ويتميز بمئذنته الملوية على نمط مآذن سامراء في هذا الوقت.
مسجد القاضي عبدالباسط
اكتشف في يوليو 2014 سرقة قطعة أثرية (الأثر رقم 60) الفخارية النحاس من داخل مسجد القاضي عبدالباسط، ولم يتم الكشف عن هوية السارق إلا من خلال كاميرا خاصة بمقهى يقع بمواجهة المسجد التاريخي.
مسجد فرج بن برقوق
بالرغم من وجوده في أحد أكبر الشوارع المزدحمة، وهو شارع المعز، لم يحُل ذلك من سرقته؛ فتعرضت إلى السرقة مجموعة من الحشوات الأثرية موجودة أعلى باب مسجد السلطان برقوق، وتحمل اسم السلطان نفسه، وتعود إلى العصر المملوكي الشركسي.
مسجد قايتباي
تعرض هذا المسجد إلى السرقة ثلاث مرات، وهو يقع بقرافة المماليك شرق القاهرة؛ حيث تمت سرقة الحشوات الأثرية المصنوعة من العاج والأبنوس من منبر مسجد قايتباي الأثري، كما تم تفريغ المنبر تمامًا من هذه الحشوات، ومن قبلها سُرق حشو كرسي المصحف، وكذلك سرقة الصرة النحاسية للمسجد.
مسجد أحمد المهمندار
سُرقت منه اللوحة الكتابية الموجودة أعلى باب المقدم للمنبر الخشبي العثماني الطراز.
الصالح طلائع
هو أحد أهم مساجد منطقة القاهرة التاريخية بحي “الأزهر”، يقع في مواجهته “باب زويلة”؛ تستشعر به أثر التاريخ منذ النظرة الأولى عليه.