في 8 يناير الماضي، توفي الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أهم الشخصيات السياسية في إيران، وقالت تقارير الإعلام الإيراني إن رفسنجاني، 82 عامًا، توفى بعد نقله إلى مستشفى الشهداء في طهران، بعد إصابته بأزمة قلبية.
أمس الأربعاء -خلال مراسم تأبين أقيمت في طهران- شككت فاطمة، ابنة الرئيس الإيراني السابق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في أسباب وفاة والدها، قائلة: “كان يتمتع بصحة جيدة، وفيما يتعلق بما حدث (وفاته) فهناك بعض الغموض بالنسبة لنا”.
وأضافت: “والدي تعرض لانتقادات وباستمرار من قبل تيار المحافظين في النظام الحاكم، وعند سؤالي له لماذا لا ترد على تلك الانتقادات؟ كان يقول.. الزمان كفيل بأن يكشف كل شيء”، ولم توجه “فاطمة” أصابع الاتهام لأحد في وفاة والدها.
وحول رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2013، قالت إن والدها سر عندما رفضت أهليته في المجلس، وقال “كان هذا حملا ثقيلا على اكتافي”، وكشفت أن روحاني ولاريجاني نصحاه بالتراجع عن خطوة الترشح.
اغتيال رفسنجاني
يتحدث بعض أنصار الحركة الخضراء المعارضة في الداخل، عن احتمال اغتيال رفسنجاني “بيولوجيًا”، بسبب تصاعد خلافاته أخيرًا مع المرشد الأعلى علي خامنئي.
ويتحدث هؤلاء عن قرائن عدة للتدليل على اغتيال رفسنجاني وليس موته بذبحة صدرية، منها ما صرح به الصحافي روح الله زم، المقرب من قادة الحركة الخضراء، لإذاعة “صوت أميركا” الناطقة بالفارسية، حيث ادعى أن “رفسنجاني تم خنقه تحت الماء في المسبح حين ذهب للرياضة بمجمع كوشك”.
كما ادعى مهدي خزعلي، ابن المرجع الشيعي الراحل أبوالقاسم خزعلي، أن الأطباء أصدروا شهادة وفاة لرفسنجاني بضغط السلطة القضائية، بينما كان من المفترض أن تخرج شهادة الوفاة من الطب العدلي، وقال إن عائلة رفسنجاني تخضع لضغوط أمنية شديدة ومحظورون من إجراء مقابلات والكشف عن حيثيات وفاة والدهم، على حد قوله.
وكانت أوساط داخلية أثارت جدلًا حول تصريحات وزير الصحة الإيراني حسن قاضي زادة هاشمي، التي أدلى بها عقب وفاة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام مباشرة، والتي قال فيها إن الفريق الطبي الخاص برفسنجاني لم يكن برفقته عند تدهور صحته ونقله إلى المستشفى، وأنهم وصلوا متأخرين بعد فوات الأوان”، حسب ما نقلت عنه وكالة “إيسنا”.
كما أشار موقع “آفتاب نيوز” الإصلاحي إلى وجود إهمال طبي في اللحظات الأولى من تعرض هاشمي رفسنجاني لنوبة قلبية
وكانت حشود المشيعين تهتف وهي تحمل صور الرئيس السابق، وقد ازدحموا في الشوارع بينما كان ينقل النعش إلى المنطقة التي دفن فيها آية الله خميني، مؤسس الثورة الإسلامية، حيث دفن رفسنجاني في ضريح خميني.
ويقول محللون إن جنازته تحولت إلى استعراض للقوة من جانب التيار الاصلاحي المعتدل في ايران، وهو التيار الذي كان ينظر إليه قدوة ودليلا في السنوات الأخيرة.
لكن شعبية رفسنجاني تتجاوز الإصلاحيين من حيث القوة، وتمثل ذلك في مشاركة التيار المتشدد بكثافة في تشييعه لإثبات أنه كان ينتمي إليه.
علي أكبر هاشمي رفسنجاني
(1) علي أكبر هاشمي رفسنجاني قائد ديني وسياسي، ورئيس جمهورية إيران في الفترة من (1989-1997).
(2) ولد في رفسنجان بمقاطعة كرمان، وتعلم في مدرسة دينية محلية، ثم أكمل تعليمه في معهد قم الديني، وتتلمذ على يد روح الله الخميني.
(3) تخرج في نهاية الخمسينيات برتبة “حجة الإسلام” وهو مستوى أقل من “آية الله” بدرجة واحدة.
(4) وسار على خطى أستاذه في معارضة محمد رضا شاه بهلوي، واعتقل رفسنجاني أكثر من مرة لتوليه إدارة القوى المؤيدة للخميني في إيران.
(5) قضى حوالي ثلاث سنوات في السجن (1975-1977) بسبب نشاطه السياسي.
(6) بعد سقوط الشاه وتولي الخميني للحكم عين رفسنجاني في مجلس الثورة، وشارك في تأسيس الحزب الجمهوري الإسلامي.
(7) أسس لنفسه قاعدة سياسية متحدثا في البرلمان الإيراني في الفترة من (1980-1989)، وتولى مهمة رئاسة القوات المسلحة في الفترة من (1988-1989).
(8)تعرض رفسنجاني لموجة واسعة من الانتقادات لاتفاق السلاح مقابل الرهائن الذي أبرمه مع أعضاء من إدارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية رونالد ريغان (1981-1989).
(9) بعد وفاة الخميني في 1989 كانت خبرة رفسنجاني السياسية في الداخل والخارج وانتهاجه مبدأ الوسطية وراء فوزه بانتخابات الرئاسة بنسبة 95% من الأصوات، وعمل رفسنجاني على تخليص إيران من مشاكلها الاقتصادية بالانفتاح على العالم والاعتماد على مبادئ السوق الحرة، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية.
(10) أدان كلا من الولايات المتحدة الأميركية والعراق في حرب الخليج عام 1991، وأبقى بلاده بعيدة عن التدخل المباشر في الصراع الدائر في المنطقة.
(11) وبعد الحرب استمر في شق طريق وسط وازن فيه بين الضغط الذي تمارسه الأطراف المحافظة ورغبته في الحداثة والانفتاح، وعمل على تجديد علاقاته مع الغرب، وتعاون مع الصين في تطوير برنامج التسلح النووي.
(12) أعيد انتخاب رفسنجاني لفترة رئاسية ثانية عام 1993 وانتهت عام 1997، ولم يتمكن من ترشيح نفسه للمرة الثالثة حيث يمنع الدستور الإيراني ذلك.