قرّرالسيد البدوي، رئيس حزب الوفد، مساء أمس (الأربعاء)، فصل علاء غراب عضو الهيئة العليا للحزب على خلفية الخلافات الأخيرة بسبب انتقاده لسياسة حزب الوفد.
وعقد رئيس حزب الوفد اجتماعًا موسعًا مع أعضاء الهيئة العليا وأعضاء الهيئة البرلمانية واتحاد الشباب واتحاد المرأة لحل أزمة الخلافات بين أعضاء الحزب.
وسادت حالة من التراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات بين أعضاء الحزب والهيئة البرلمانية؛ بسبب تصويت بعض نواب الحزب على إسقاط عضوية النائب عصمت السادات، وتجددت الخلافات حينما رفض النائب البرلماني السابق محمد عبدالعليم داوود، عضو الهيئة العليا، مقترح عضو الهيئة ياسر قورة بتحديد مدة بقاء شيخ الأزهر بمدة لا تزيد على ثماني سنوات.
وامتد الخلاف ليظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعرب “البدوي” في بداية الاجتماع، الذي وصفه بالجمعية العمومية المصغرة، عن غضبه مما حدث على صفحات التواصل الاجتماعي بين أعضاء الحزب، وقال: “لو قام أي عضو بتوجيه أي إساءة لزميله على فيس بوك فسوف أصدر قرارًا بتحويله للتحقيق والتوصية بفصله من الحزب”.
علاء غراب
وقال علاء غراب، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إنه تلقى خبر فصله من قبل الدكتور السيد البدوي من خلال عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب؛ إلا أنه لم يصله القرار مكتوبًا من السيد البدوي حتى الآن.
وأضاف في تصريحات صحفية أن عددًا من أعضاء الهيئة العليا أبلغوه تلفونيًا بقرار فصله وأكدوا أنهم يستعدون للاعتصام داخل مقر الحزب لحين تراجع السيد البدوي عن القرار؛ إلا أنهم أرجؤوا هذا القرار، وأكد أن البعض أقنع البدوي بأن يكون قراره بإحالة غراب إلى التحقيق فقط لا بفصله من الحزب.
وردًا على هذا السبب قال غراب إنه لم يتجاوز في حق أحد؛ بل عبّر فقط عن استيائه من أداء نواب الحزب في البرلمان وكتب هذا الرأي من خلال صفحته الشخصية على الفيس بوك وليس من خلال الجروبات الرسمية للحزب.
وكشفت مصادر داخل الحزب أن الاجتماع شهد حالة من الشد والجذب بين القيادات الحاضرة، وذلك أثناء كلمة محمد عبد العليم داوود، عضو الهيئة العليا للحزب؛ حيث ذكر خلال كلمته أنه تلقى تهديدات من آخرين في الحزب نتيجة لمواقفه المعارضة.
وتابعت المصادر أن الهيئة العليا ترى أن الهيئة البرلمانية للحزب لم تعبر عن وجهة نظر الحزب في مجلس النواب، وأنها تتخذ قرارات دون العودة إلى قيادات الهيئة العليا، وذلك في ظل ما شهده الاجتماع الذي عقده “البدوي” لمحاولة التهدئة حتى لا تتوسع دائرة الخلافات في الحزب؛ خاصة في ظل انتقاد طارق سباق ومحمد عبد العليم داوود، عضوا الهيئة العليا للحزب، للهيئة البرلمانية وأدائها في مجلس النواب.
وفي الاجتماع، اعترض النائب صلاح شوقي عقيل، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، على طريقة حديث محمد عبد العليم داوود وانتقاده لأداء الهيئة البرلمانية للحزب، واصفًا أن ما ذُكر “كلام شارع”؛ ما أثار غضب “داوود”، ورد عليه قائلًا: أنا لم أقل كلام شوارع، وتدخل “البدوي” موجهًا حديثه إلى “داوود” بأنه لم يقصد بحديثك بأنه كلام شوارع، لافتًا إلى أنه لن يقبل بأي إهانة لأي وفدي، وإذا حدثت أي إهانة سيطبق اللائحة على الجميع، مطالبًا بالالتزام بقواعد الحزب.
وأنهى رئيس الحزب حالة الغضب بينهما والاتفاق على عقد اجتماعات متتالية بين قيادات الوفد وهيئاته لحل كل الأزمات والخلافات الدائرة في الحزب، بحسب “اليوم السابع”.
تاريخ من الصراعات
أعلنت مصادر قيادية بحزب الوفد عن وجود مطالب داخل الهيئة العليا للحزب بإجراء انتخابات مبكرة لرئاسة الحزب؛ خاصة مع اقتراب نهاية رئاسة السيد البدوي للحزب.
وقالت المصادر إن هناك منافسة شديدة على رئاسة “الوفد” تنحصر بين المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية له بمجلس النواب، والمهندس حسام الخولي نائب رئيس الحزب، وطارق سباق ومحمد عبدالعليم داوود عضوي الهيئة العليا للحزب، بالإضافة إلى صلاح دياب رجل الأعمال، ومنير فخري عبدالنور وزير السياحة الأسبق، بحسب “بوابة الأهرام”.
وأكد النائب محمد فؤاد، المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد، حدوث اختلاف بين أعضاء الحزب خلال اجتماع الهيئة العليا للحزب الأسبوع الماضي في حضور الدكتور السيد البدوي.
وأعلن أكثر من عضو استعداده للتقدم باستقالته من منصبه بهيئة مكاتب الوفد، تمهيدًا للترشح إلى رئاسة الحزب؛ وهو ما قابله أيضًا البدوي في اللحظة نفسها بأنه على استعداد كامل لتقديم استقالته، بشرط أن يتم إجراء انتخابات لرئاسة الحزب ولأعضاء الهيئة العليا.
جدير بالذكر أن حزب الوفد شهد عديدًا من الصراعات؛ أبرزها الصراع في أبريل الماضي على منصب رئيس الحزب في أعقاب انتخابات أجريت منذ عامين فاز خلالها الدكتور السيد البدوي.
واحتدم الصراع بين “البدوي” ومنافسه في الانتخابات الأخيرة على منصب رئيس الحزب، وهو النائب البرلماني فؤاد بدراوي، عقب دخول “بدراوي” وأنصاره في اعتصام مفتوح داخل مقر الحزب الرئيس بحي الدقي.
وقال بدراوي، عضو الهيئة العليا المفصول من حزب الوفد حينها، إنه وأنصاره لن يفضا اعتصامهما بالحزب إلا عقب استقالة الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، من منصبه.
وشدد “البدوي” حينها على رفضه لأي أعمال وصفها “بالعنيفة” تسيء إلى حزب الوفد أو تضر أيًا من أبنائه؛ سواء كان من مؤيديه أو حتى من أنصار “بدراوي”.
وأشار إلى دعوته للهيئة العليا واتحاد شباب حزب الوفد لاجتماع عاجل لمناقشة آخر التطورات عقب اعتصام “بدراوي” وأنصاره.