منذ 2013 بدأتْ عمليات الجماعات المسلحة في سيناء، ومعها تصريحات للمجلس العسكري حينها أنه بصدد القضاء على الإرهاب؛ حتى قال: “لقد قضينا على الإرهاب والإعلان عن عملية تسمى حق الشهيد”، لتتواصل معها عمليات الكر والفر وإسقاط الجنود أسبوعًا تلو الآخر؛ حتى ازداد تجرؤهم من خلال عرض عسكريّ وسط مدينة العريش شمال سيناء، ليكون الاستعراض الثاني خلال عام؛ فسبق ونشر التنظيم استعراضًا عسكريًا في مارس 2015م، لكنه كان بعيدًا عن المدن.
نستعرض لكم أبرز محطات ولاية سيناء:
المحطة الأولى
في 3 يوليو 2013، شهدت تصاعدًا خطيرًا في هجمات “أنصار بيت المقدس” على قوات الجيش والشرطة في سيناء، وتمددت عملياته -لأول مرة- إلى القاهرة في صورة تفجير مديريات أمن وأهداف حيوية.
ورغم دخول قوات مصرية كبيرة لسيناء لقتال “ولاية سيناء”، باتفاق مع إسرائيل حسبما تنص اتفاقية “كامب ديفيد”، والسماح بدخول دبابات ومدرعات؛ فقد شهدت هذه المحطة تصاعدًا كبيرًا في العمليات بسيناء والقاهرة في مرحلة ما بعد الإطاحة بحكم الإخوان مرسي.
وكانت أبرز العمليات التي قام بها “أنصار بيت المقدس” قبل تحوله إلى “ولاية سيناء” قتل 25 من جنود الأمن المركزي في 19 أغسطس 2013، في عملية عُرفت إعلاميًا باسم “مذبحة رفح الثانية”.
مبايعة تنظيم الدولة
هي أبرز وأخطر هذه المحطات؛ حيث اندمجت بعض هذه المجموعات مع تنظيم “أنصار بيت المقدس”، ففي نوفمبر 2014 أعلن التنظيم عن مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتغيير اسمه إلى “الدولة الإسلامية– ولاية سيناء”.
ودعا “أبو مصعب المقدسي”، القيادي في “ولاية سينا”، إلى “ضرب الاقتصاد واستهداف رجال الأعمال وتنفيذ عمليات في قناة السويس والمقاصد السياحية بجنوب سيناء، إضافة إلى شركات الجيش ومؤسساته.
ولاية الصعيد
وقد أعلنت حسابات مقربة من “داعش مصر” في أبريل 2015 قرب تدشين ما أسموه “ولاية الصعيد” كفرع جديد لداعش مصر، وأثيرت تساؤلات عما إذا كان حادث هجوم انتحاريين على معبد الكرنك في يونيو 2015 بعد أقل من شهرين من هذا الإعلان عن “ولاية الصعيد”.
العمليات الكبرى
وهي محطة انطلاق أخطر عمليات هذا التنظيم ضد الجيش والشرطة في مصر، خصوصًا في سيناء، تحت اسم “ولاية سيناء”.
وفي يناير 2015 تم استهداف نادي القوات المسلحة وفندقها ومقر الكتيبة 101 في العريش، واستراحة للضباط قرب قسم شرطة العريش ليلًا، بثلاث سيارات مفخخة تحمل عشرة أطنان، وقد قُتل في الهجوم قرابة 32 عسكريًا ومدنيًا.
في 2 أبريل 2015 أعلن “ولاية سيناء” في بيان مسؤوليته عن سبع هجمات استهدفت مواقع للجيش المصري في شمال سيناء، وأدت إلى مقتل 18 جنديًا وثلاثة مدنيين وأصيب 15 غيرهم.
وفي يوليو من نفس العام استهدف “ولاية سيناء” زورقًا عسكريًا وأصابه إصابة مباشرة بقذائف المروتر.
الدعم القبلي
في يوم 7 مايو 2015، بدأ تطور جديد بدعم قبائل سيناوية للجيش، بعدما دعا الشيخ موسى الدلح، أحد زعماء قبيلة “الترابين”، إلى الانضمام إلى تحالف قبلي لقتال تنظيم “ولاية سيناء”.
قتل القضاة
في 16 مايو 2015 أعلن تنظيم “ولاية سيناء” استهدافه -لأول مرة- لقضاة مصريين، بعد تفجير باص يقلهم في شمال سيناء ومقتل ثلاثة قضاة من محكمة شمال سيناء بمنطقة حي المساعيد بالعريش.
تصفية القادة
في أول يوليو 2015 قام “ولاية سيناء” بأكبر هجوم من نوعه على 20 هدفًا عسكريًا وشرطيًا في الشيخ زويد، لكن الضربات الجوية بطائرات “إف 16” لأول مرة أدت إلى خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، وأعلن المتحدث الرسمي للجيش المصري مقتل 21 عسكريًا مقابل قتل 242 من مسلحي ولاية سيناء.
والعام الماضي قتل مسلحو تنظيم ولاية سيناء العميد رجائي عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة.
السعي إلى حاضنة شعبية
وفي المقابل، وفي سابقة أولى من نوعها، وهي مشاركة تنظيم مصنَّفٍ “إرهابيًا” في عزاء مدنيين، وفي خطوة تبرز تطور أهداف “ولاية سيناء”؛ وزّع جنودٌ من التنظيم منشورات تعزية على الأهالي في وسط مدينة العريش، في ظل التواجد الأمني بالمدينة؛ في خطوة تشير إلى سعي التنظيم إلى كسب حاضنة شعبية له، وفي محاولة لاستغلال التوترات بين السيناوية والجيش والشرطة على خلفية مقتل عشرة أشخاص من قبل قوات الأمن بحجة أنهم نفذوا عمليات إرهابية ضد كمائن شرطية، ووزع التنظيم “بيان تعزية”، متوعدًا بالعمل على الثأر لهم.
الاستعراض في الشوارع
ونقلت وكالات أنباء ومواقع صحفية عن مصادر أن مسلحين مجهولين استعرضوا قوّتهم مساء الأحد بعدد من شوارع مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء المصرية، شمال شرقي البلاد.
وكان المسلحون ملثمين مرتدين زيًا عسكريًا وحاملين أسلحة خفيفة وثقيلة، قاموا بمسيرة مترجلة من ميدان الفالح بشارع أسيوط إلى ميدان الفواخرية بمدينة العريش، ومرددين هتافات “الله أكبر، الله أكبر”.
وبحسب المصدر، “قام المسلحون بعمل كمين لتفتيش السيارات بميدان الفواخرية، كما اختطفوا مدنيًا في نهاية العرض الذي استمر لنحو 20 دقيقة مساء الأحد”.
وأشار المصدر إلى أن “قوات الشرطة نشرت مجنزرات أمنية بميدان الفواخرية والشوارع المؤدية إليه بعد اختفاء المسلحين”.
وليس هذا الاستعراض الأول من نوعه؛ ففي مارس من العام الماضي نشر موقع المكتب الإعلامي لما يسمى “ولاية سيناء”، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، تقريرًا مصورًا بعنوان “استعراض عسكري لجنود الخلافة في ولاية سيناء”.