قال الناشط الحقوقي أحمد عبد النبي إن السجون المصرية تشهد مأساة كبيرة فيما يخص المرضى بها حيث التعامل غير الأنساني وتعمد عدم علاجهم وعدم منحهم حقهم القانوني في العلاج ومتابعة الأطباء لهم وحرمانهم من الأدوية، مبينا أن هذا ليس ناتج فقط عن سوء أوضاع السجون المصرية بطبعها وتدني الخدمة الصحية فقط ولكن فوق ذلك هناك ما يمكن أن نسميه القتل البطيء والمتعمد والذي راح ضحيته العديد من السجناء رغم أن مصر موقعة على اتفاقيات دولية حقوقية تنص على علاج السجناء المرضى.
واعتبر عبد النبي في تصريحات خاصة لـ”رصد” حالة أحمد الخطيب واحدة من الحالات العديدة التي شهدتها السجون المصرية سواء من الإصابة بالسرطان أو تأخر الحالة نفسها ووصولها إلى مرحلة الخطر كما حدث مع أكثر من سجين من قبل ومنهم واقعة مهند الشهيرة والذي توفي بعد خروجه بفترة قصيرة ولم يفلح معه حتى العلاج في أميركا، لأنه لا يتم السماح للمريض بالخروج إلا بعد أن يتأكد أنه وصل لمرحلة ميؤوس منها وتحت ضغوط إعلامية وحقوقية.
ولفت إلى أن النظام في مصر لا يكترث كثيرا بصورته أمام الخارج وخاصة بعد صدور التقرير الأميركي الأخير أو زيارة المستشارة الألمانية لمصر مؤخرا ولقائها بعدد من نشطاء حقوق الإنسان، قائلا: “ما أكثر التقارير وما أكثر اللقاءات ولكن لا جديد لأن هذا النظام له إستراتيجية واضحة في تعامله مع السجناء من خصومه السياسيين وتعمد إيذائهم وربما التخلص منهم”، رابطا بين ما يعانيه السجناء المعارضون للنظام وبين التعامل المميز لمبارك ورجاله والاهتمام بهم وعلاجهم داخل السجون ومنحهم وضعا متميزا داخل السجون ثم حصولهم على أحكام البراءة.
القصة من البداية
من جانبه، قال محمد الخطيب شقيق أحمد الخطيب في تصريحات صحفية، أنهم أجروا تحاليل دم له بعد تلك الفترة، لكن النتائج جاءت “كارثية”، حيث أكدت إصابته بفقر شديد في الدم، وبعد معاناة جديدة، تمكنوا من إدخال علاج مكثف له وأعادوا التحاليل مرة أخرى بعد فترة.
وأضاف: “بدأت حالة أحمد تصل للحد الأدنى من معدلات فقر الدم، وتمكنا من إجراء تحاليل دورية له، حيث اكتشفنا إصابته بتضخم في الكبد والطحال، وبعد عرضها على عدد من الأطباء المختصين، أوصوا بإجراء التحاليل مرة أخرى، لنكتشف إصابته بسرطان الدم “لوكيميا””.
ويشير محمد الذي يعمل طبيبا، إلى أن عينة تحليل الدم جاءت بأنه مصاب بالمرض بنسبة 70%، وبات عليهم التأكد منها ومعرفة درجة المرض عن طريق إجراء “بذل نخاع”، وهو ما يتطلب نقله لمعهد الأورام.
وأوضح أنه على مدار شهرين لم يترك جهة إلا وقدم لها شكاوى وطلبات لنقله لإجراء باقي التحاليل والبدء في العلاج، مرسلا “سيلا من الشكاوي”، على حد تعبيره لكافة الجهات في وزارة الداخلية والنائب العام وحقوق الإنسان، لكن دون نتيجة.
وخلال 6 أشهر من المعاناة خاضتها أسرة أحمد الخطيب، 22 عاماً، الطالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والمسجون في سجن “وادي النطرون”، لنقله إلى المستشفي للعلاج من سرطان الدم، دون جدوى.
وبدات هذه الرحلة في سبتمبر 2016، بعدم قدرته على الحركة في زنزانته، وشُخض مرضه في البداية بالتهاب رئوي، وتمكنت أسرته حينها من إدخال علاج له وبدأ في التعافي.
لجأت أسرته في النهاية لتقديم طلب لعلاجه على نفقتهم تحت إشراف السجن، لكنهم فوجئوا بنقله من سجن وادي النطرون لمستشفى ليمان طرة، تلك التي يؤكد محمد أنها عبارة عن “أسرة” فقط ولا وجود لأي إمكانيات للعلاج داخلها.
ويلفت محمد إلى أن شقيقه فقد معظم وزنه ليصل إلى 38 كليو جراما بعد أن كان 75 كيلو جرام، نتيجة تدهور حالته الصحية، مؤكداً ضرورة سرعة نقله لمعهد الأورام، معلقا :”اليوم في مرض اللوكيميا بيساوي حياة، أحمد أصبح هيكلا عظميا، ولا نعلم درجة المرض في جسده والأطباء مستمرون في تحذيرنا من التأخر في العلاج، ولا نطلب سوى خروجه للعلاج”.
كان “الخطيب”، قبض عليه في 28 أكتوبر 2014، حال تواجده بسكن الطلبة بمنطقة “الشيخ زايد”، على يد قوات الأمن، واتهم بـ”الانتماء إلى جماعة محظورة”، على ذمة القضية رقم 5078 لعام 2015 كلي جنوب الجيزة، وصدر ضده حكم في 26 مارس 2016، بالسجن 10 أعوام
وتداول عدد من رواد موقع “تويتر”، اليوم الثلاثاء، هاشتاج “خرجوا الخطيب يتعالج”،يطالبون من خلاله المسئولين بمساعدة الطالب أحمد الخطيب، والذي حكم عليه بـ10سنوات
وأصيب “الخطيب” بمرض سرطان الدم “لوكيميا” وناشد النشطاء بخروجه لتلقى العلاج، حيث علّق النشطاء على ذلك قائلين: “مهند جديد في السجن”، “حاولو تعملوا حاجة مفيدة وساعدوا فى إنقاذ حياته حتى لو بالهاشتاج والبوستس.. متستهونوش يا جماعة”، “خرجوا أحمد يتعالج العلاج حق ليه مش كفايه إنه مسجون كمان بتموتوه كده”، “أحمد أصبح هيكل عظمي ومش طالبين غير علاجه”.