شهد محمد سليمان الذي يعمل الآن في المكتب السياسي لحزب الدستور، أول قمع من الدولة في مصر في مظاهرة مضادة للحكومة عندما كان عمره 12 عام ، و قال أن عمه كان سياسي ومحامي حقوقي وقامت الشرطة بقمع مظاهرة سلمية كان يشارك بها عمه وقاموا بسحله حتى يكون عبرة لغيره .
ولكنه اعتبر أن هذا ألهمه وجعله يساعد في تظاهرات 25 يناير بميدان التحرير والتى أسقطت المخلوع مبارك . وشارك أيضاً في التظاهرات ضد المعزول محمد مرسي بعد أن أخذ الجيش السلطة بقيادة السيسي.
وقمع السيسي التظاهرات وأصبح لدى الشباب القليل من الوسائل للتعبير عن رأيهم وأملهم. ويقول البعض أن الإحباط يسبب تصاعد إضطرابات في البلاد ولا يعلم أحد إلى أين ستوجه هذه الطاقة .
وقال محمد سالم والذي يعمل في المركز المصري للتدريب والإستشارات أن الشباب غاضب بسبب تدمير أحلامهم في دولة ديموقراطية بنجاح نظام مستبد . مضيفاً أن الأحباط يسيطر الآن ويمنع الشباب من فعل أي شىء لإصلاح المشاكل الإجتماعية، موضحاً أن هناك إتجاه خطر لدفع الشباب للتطرف والإنضمام لجماعات إرهابية .
في 2011 عندما نزل مئات الالاف للشوارع لإسقاط مبارك توقع المشاركون بوجود تغيير حقيقي ولكن العديد من الشباب الآن يقولون أن الثورة لم تجلب سوى أحلام محطمة . وقال عمر خضر ، 24 عاماً أن الوضع لن يتحسن مهما فعلنا ومهما ضحينا معتبراً أن الإختيارات محصورة الآن بين الإخوان والعسكر .
وأضاف خضر والذي لا يعمل الآن، أن السيسي حبس ما يقرب من 40 ألف شخص لإنضمامهم لجماعات سياسية وسمح للجيش بالسيطرة على ثلث الإقتصاد القومي وفشل في إعادة السيطرة على سيناء . مستكملاً أن ثورة 25 يناير أصبح حلم شاهدناه .
وقال سليمان أن شخص من 10 اشخاص محبوسين يكون لسبب سياسي موضحاً أنهم يعطوهم دعم قانوني من خلال توفير محامين ودفع الكفالات وفي بعض الحالات يحاولوا التواصل مع السلطة ولكن في معظم الأحيان لا يفيد .
وعفا السيسي عن بعض النشطاء ولكن قدرت الشبكة العربية لحقوق الإنسان أن عدد المعتقلين السياسيين يصل لـ 60 ألف ومعظمهم أصغر من 30 عام .
بجانب تقييد الحرية السياسية فإن أكثر من ربع الشباب المصريين لا يعملون ويعيش أكثر من النصف تحت خط الفقر .
وقال محمود صابر 29 عام والذي إنضم لحركة كفاية في 2005 أن الشعب يقول أن الثورة لم تكن منظمة وكان هدفها إسقاط مبارك وهو ما لا يعد صحيح، مضيفاً أن من المطالب كان عدالة إجتماعية وإقتصادية واحترام حقوق العمال والأفراد .
وقال المركز المصري لبحوث الرأي العام التابع للدولة أن هناك شريحة ثابتة تؤيد السيسي بين الشباب المصري، وفي إقتراع أخر لها في اكتوبر عن أداء الرئيس أظهرت أن 77% من المصرين أكبر من 50 سوف يعيدوا إنتخاب السيسي مقابل 41% من المصوتين أقل من 30 عام . ولم يقام أي إقتراع منذ التعويم وتدهور الإقتصاد .
وقال وليد ابو حديد 29 عام أنه توقع منذ ست سنوات أن يعيش في حرية وأن يري عدالة إجتماعية، مضيفاً أن مبارك رحل ولكن لم يتغير شىء .
بجانب القمع السياسي والوضع الإقتصادي فإن بعض الشباب يقولوا أن الحكومة تستهدف برامج الشباب الصغار . تقول هبه 31 عام أنها غاضبة بسبب إستهداف الحكومة للمنظمات الغير هادفة للربح. واستخدمت الحكومة قوانين جديدة للترخيص لإغلاق مراكز تعالج ضحايا العنف وحتى مكتبات الإقراض التعاونية ، وتضيف أنه مع سجن العديد من اصدقائها ونقص الدعم في التعليم الأساسي فإنها تفكر في الهجرة .
ويبدو أن مستشاري السيسي يعلمون نقص الدعم له خاصة من الشباب . وقال السيسي لمؤيديه من الشباب أن العديد من المشروعات قيد التنفيذ الآن وستوفر بين 2 إلى 3 مليون فرصة عمل مضيفاُ أنهم يريدوا وضع الشباب على الإتجاه الصحيح لإستغلال مواهبهم لصالح الدولة .
وقال شاب يدعي أحمد 27 عام أنه توقف عن الإهتمام بمثل هذه الخطابات، مضيفاً أن لا شىء سوف يحدث حتى يكون هناك إستثمار ومراجعة لنظام التعليم، مشيراً أنه لا يتوقع أن يمول السيسي التكنولوجيا اللازمة في الفصول وهو ما يقلل من فاعلية التعليم .
محمود صابر 39 عام اتفق على أن التواصل مع السلطة يعد لا فائدة له، مضيفاُ أن قرار السيسي بتركيزه على المشروعات واسعة النطاق لتعزيز الإقتصاد مثل العاصمة الجديدة لتحل محل القاهرة تعكس التفكير الخاطىء العميق للمسؤولين .
ويرى النشطاء الشباب أنه يجب على الحكومة التركيز على تحسين القاهرة وغيرها من المدن وبناء مزارع بطاقة شمسية في الصحراء الواسعة، ولا يرى العديد أمل لتغير الحكومة خطابها حيث يروا أن الرئيس يدعى أنه يسمع صوت الشباب ثم يضعهم في السجون .