أكد الكاتبان الأميركيان “إدوارد تانتر” و “إدوارد ستافورد” في مقال لهما نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية على خطأ إقدام إدارة الرئيس الأميركي “ترامب” على تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية .
وقال الكاتبان إن الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” قد صعد الحرب ضد ما يطلق عليه “إرهاب الإسلام المتطرف”، حيث يرى أنه حان وقت تسليط الضوء على المنظمات التي يجب أن تصنف إرهابية، الآن يجب التفكير في اعتبار الحرس الثوري الإيران والإخوان المسلمين تنظيمات إرهابية.
وتابع المقال قائلا: “كما ذكرنا سابقاً، فإن هناك مبررات قوية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني الذي ترعاه الدولة، ويخضع للقيادة العسكرية الوطنية كتنظيم إرهابي، لكن تصنيف الإخوان المسلمين، المنظمة التي لا ترعاها الدولة والمتعددة الجنسيات والأوجه سيكون من غير الحكمة اعتبارها إرهابية، إذ أن ذلك مخاطره ستتجاوز فوائده.
وفي الثامن من فبراير قالت شبكة “سي إن إن” إن إدارة ترامب تفكر بشكل جدي في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني كمنظمات إرهابية، لكن قبل ذلك بيوم نشرت “رويترز” أن ترامب علق القرار التنفيذي بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
وعدد الكاتبان فوائد تصنيف الإخوان المسلمين والتي تتمثل في تجريم عمل أفراد الإخوان المسلمين بحرية كاملة، كما سيحظر على أي فرد يخضع للولاية القضائية الأميركية تقديم موارد الدعم المالي، بما في ذلك التدريب والتدريس وتقديم الاستشارات، كما سيكون لدى هذه القيود تأثير كبير على جهود الإخوان التي تساعد المسلمين في بناء المساجد والمراكز الاجتماعية أو المنافذ الأخرى لنشر أفكارهم، كما أن إغلاق المساجد والمراكز الاجتماعية المرتبطة بالإخوان المسلمين سيعيق الجهود الرامية لخلق شبكة دعم لأي عدو لديه استعداد للتورط في أعمال عنف ضد مواطني الولايات المتحدة أو مصالحها الحيوية، ولأن هذا المنع سيمتد إلى أي تمويل ينتقل عبر الولايات المتحدة، بغض النظر على منشأه، ستسري هذه الجهود الرامية إلى إعاقة انتشار الإخوان المسلمين إلى جميع أنحاء العالم، بحسب ما جاء في المقال.
واستطرد الكاتبان: “كما أن منع وصول الدعم المادي للإخوان المسلمين سيقلل من قدرة عناصرها المتشددة على امتلاك الأسلحة، ومواد تصنيع القنابل، وساعد تصنيف حركة حماس كحركة إرهابية على في تقليص قدرة حماس على شن حروب ضد إسرائيل، حيث يرتعد المرء عند التفكير في فتك الهجمات التي تشنها حماس، في حال كان لديها قدرة أكبر على استيراد الأسلحة وإنشاء الأنفاق وتطوير القنابل لإلحاق الضرر بـ”إسرائيل””.
ويضيف الكاتبان: بالرغم من كل هذه العوامل السابقة، فإن تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية سيكون له مخاطر جمة لهذه الأسباب:
أولاً: في الوقت الذي تتلقى فيه حماس رعاية الدولة، وتكرس نفسها لتدمير “إسرائيل” بشتى السبل، فالإخوان المسلمون بشكل أعم هي حركة سياسية، ويحذر الخبراء من أن ذلك قد يلحق الضرر بمشاركة أفرع الجماعة في العملية الديمقراطية.
ثانياً: نظراً للتأثير الواسع لهذا التصنيف على المؤسسات المالية الأميركية خاصة خارج البلاد؛ فإن ذلك الأمر يتطلب توافقا أوسع داخل الطيف السياسي في واشنطن، كما أن هناك رفض لهذا الأمر حالياً في الكونجرس.
ثالثاً: هناك انقسام داخل المعاهد البحثية الأميركية؛ إذ تعارض الأغلبية هذا التصنيف، ويؤكد متخصصي الخارجية الأميركية على أن الإخوان حركة سياسية واجتماعية أكثر منها حركة إرهابية، وتنعكس طبيعتها الدولية على تنوع الجماعات المندرجة تحتها ،التي لا يمكن وصفها بالإرهاب.
رابعاً: يشير منتقدو التصنيف إلى أنه في حال تصنيف الجماعة ثم التراجع عن ذلك سيكون له الكثير من التأثيرات السلبية، حيث تجدر الإشارة إلى ما قاله “إريك تريجر” من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: “في حال حاولت إدارة ترامب وسم الجماعة بالإرهاب وفشلت، فإن ذلك سيكون له مردودات سلبية؛ وستعتبر الجماعة ذلك انتصاراً، وستستخدم أفرع الجماعة ذلك كدليل –خاطىء- على أنها ليست عنيفة”.
واعتبر الكاتبان أنه نظراً لأن مخاطر تصنيف الجماعة كإرهابية تفوق الفوائد، فإنه ليس هناك حاجة إلى الإسراع في هذه العملية، واختتما المقال بالقول: “مطاردة الأفرع العنيفة للجماعة لديها فرص أكبرللنجاح في مواجهة الإخوان المسلمين، وتتميز بدعم من الشركاء الأجانب أكثر من مطاردة “الجماعة الأم””.