أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات السورية في جنيف، وعقد جولة خامسة نهاية الشهر الحالي، وتحدث عن التوصل إلى جدول أعمال يتضمن أربع قضايا رئيسة تشمل بند مكافحة الإرهاب الذي طالب به وفد النظام السوري.
وقال “دي ميستورا” في مؤتمر صحفي مساء الجمعة، عقب اجتماعه بوفدي النظام والمعارضة السوريين، إن الجولة الرابعة التي بدأت يوم 23 فبراير الماضي شهدت محادثات مكثفة وواجهتها صعوبات؛ لكنه تحدث عن لقاءات بنّاءة وعن تحقيق تقدم مقارنة بالجولات السابقة.
وأضاف أن الهدف من هذه المفاوضات هو تنفيذ القرار الدولي 2254، وقال إنه يتوقع أن تمضي الأطراف المتفاوضة في وضع اتفاق إطاري يفضي إلى تنفيذ القرار الدولي المذكور.
أربعة محاور
وقال المبعوث الدولي إن جدول الأعمال بات الآن “واضحًا”، وهو يضم أربع “سلال” أو محاور ستتم مناقشة القضايا الواردة فيها بشكل متوازٍ في الجولات القادمة. والسلال الأربع هي:
– الأولى تشمل كل القضايا الخاصة بإنشاء حكم غير طائفي يضم الجميع، مع الأمل في الاتفاق على ذلك خلال ستة أشهر.
– الثانية تشمل كل القضايا المتعلقة بوضع جدول زمني لمسودة دستور جديد، مع الأمل في أن تتحقق في ستة أشهر.
– الثالثة تشمل كل ما يتعلق بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد وضع دستور، وذلك خلال 18 شهرًا، تحت إشراف الأمم المتحدة، وتشمل السوريين خارج بلادهم.
– الرابعة تشمل استراتيجية لمكافحة الإرهاب والحوكمة الأمنية وبناء إجراءات للثقة المتوسطة الأمد.
وقال “دي ميستورا” إنه توقع منذ انطلاق هذه الجولة عدم تحقيق اختراق في المفاوضات، مشيرًا إلى صعوبة إقناع الطرفين بالتفاوض المباشر. وقال إنه سيُطلع خلال أيام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على نتائج جولة جنيف الرابعة، ويقدم بعد ذلك تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي. وأوضح أنه على ضوء ذلك سيدعو إلى جولة خامسة من المفاوضات نهاية مارس/ آذار الحالي.
لا نتائج واضحة
وقبيل المؤتمر الصحفي للمبعوث الدولي، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري إن الجولة الرابعة تنتهي دون نتائج واضحة. وأضاف أن مفاوضات اليوم الأخير كانت إيجابية؛ حيث تمت مناقشة الانتقال السياسي في سوريا ومواضيع أخرى.
وتابع أن هذه هي المرة الأولى التي يناقش فيها مستقبل الانتقال السياسي في سوريا بشكل معمق رغم عودة الوفد دون نتائج ملموسة.
وعقد وفد المعارضة اليوم اجتماعين مع دي ميستورا، الذي كثف في الساعات الأخيرة مشاوراته سعيًا إلى الخروج باتفاق على جدول أعمال واضح.
وثيقة دي ميستورا
وفي وقت سابق اليوم، اجتمع المبعوث الدولي بوفد النظام برئاسة بشار الجعفري، كما التقى ممثلين لما يعرف بمنصتي القاهرة وموسكو (المحسوبتين على المعارضة). وقبل الإعلان عن انتهاء الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف قال جهاد المقدسي، عضو وفد منصة القاهرة، إن دي ميستورا سلم الوفود وثيقة من 12 نقطة تتعلق بجدول الأعمال.
خلاف حول الأولوية
وتمسك وفد النظام السوري بإدراج بند محاربة الإرهاب في جدول الأعمال، في حين أصرت المعارضة على أن يكون الانتقال السياسي في صدارة الأولويات.
رصاصة الرحمة
وقال مصدر من فصائل المعارضة المسلحة المشاركة في جنيف إن مناقشة ملف مكافحة الإرهاب قبل موضوع الانتقال السياسي بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على الفصائل العسكرية بشكل ممنهج من قبل الأمم المتحدة ونظام بشار الأسد.