جاءت تصريحات أنجيلا ميركل، رئيسة وزراء ألمانيا، حول أعداد اللاجئين في مصر لتعيد من جديد الحديث عن الرقم الحقيقي لأعداد اللاجئين، في ظل تضارب الأعداد واتهام عبدالفتاح السيسي بالمبالغة في الرقم الحقيقي للحصول على مزيد من المساعدات.
أنجيلا ميركل
تصريحات أنجيلا ميركل، رئيسة وزراء ألمانيا، أكدت أن أعداد اللاجئين في مصر وصلت إلى 500 ألف لاجئ.
ففي معرض حديثها عن الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، قالت المستشارة الألمانية إن مصر استقبلت 500 ألف لاجئ من سوريا والسودان ودول أخرى.
وأوضحت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد اليوم مع عبدالفتاح السيسي أن بلادها تقدم دعمًا ماديًا لمصر من أجل تحسين أوضاع اللاجئين.
السيسي: أعداد اللاجئيين خمسة ملايين
وفي تصريحاتٍ أكد مراقبون أنها مبالغ فيها، قال عبدالفتاح السيسي إن عدد اللاجئين في مصر يصل إلى 5 ملايين، موضحًا أنهم يعيشون داخل البلاد وسط المصريين من دون معسكرات إيواء.
وأوضح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس 2 مارس، أن مصر تعمل على تنفيذ إجراءات لضبط الهجرة غير الشرعية ووقف تدفقها.
ولم يكن هذا التصريحُ الأولَ للسيسي بخصوص أعداد المهاجرين؛ فقد زعم السيسي في كلمته أمام الأمم المتحدة أن مصر تتحمل أعباء استضافة قرابة خمسة ملايين لاجئ، وهو ما كذَّبته فيه صحيفة مصرية موالية له؛ أكدت أنه ضاعف العدد الحقيقي للاجئين في مصر بما يعادل عشر مرات.
وعن اللاجئين في مصر قال السيسي نصًا: “تتحمل مصر، انطلاقًا من التزامها الدائم بمسؤولياتها منذ تفجر قضية اللجوء، أعباء استضافة أعداد ضخمة من اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات بلغ عددهم ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ، ما بين مسجلين وغير مسجلين”.
وأضاف: “نعمل على توفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم في معسكرات أو مراكز إيواء، ويتمتع العديد منهم بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين في خدمات التعليم والصحة والسكن، والاستفادة من منظومة الدعم السلعي، أسوة بالمواطنين، رغم العبء الكبير على الموازنة العامة للدولة”.
مفوضية شؤون اللاجئين
يتعمد النظام في مصر المبالغة الشديدة في الإعلان عن عدد الاجئين في البلاد من أجل الحصول على دعم دولي، وقد أحرجت الأرقام الصادرة عن المفوضية المصرية لشؤوون اللاجئين كلًا من عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؛ بعدما أظهرت تقديرات المنظمة أعداد اللاجئين في البلاد بنحو 186 ألف لاجئ، بينهم حوالي 131 ألف سوري.
وقالت المفوضية عبر موقعها إنه “نتج عن الأزمة الجارية في سوريا منذ عام 2011 وصول أعداد كبيرة من السوريين إلى مصر. فمع نهاية شهر سبتمبر 2013 سجلت المفوضية ما يزيد على 120 ألف سوري يقطنون في المناطق الحضرية في أنحاء مصر”.
الخارجية الأميركية
ومررت الخارجية الأميركية عبر وسائطها الإعلامية العربية -مثل شبكة “راديو سوا” الأميركية- أن أعداد اللاجئين السوريين الذين تستوعبهم مصر تقدر بـ132 ألف لاجئ لا يعيش أيٌّ منهم داخل مخيمات، كما هو الحال في بعض الدول.
غير أن السوريين عانوا من تضييق كبير بعد الانقلاب، واضطروا إلى الهجرة لأوروبا عبر البحر، وغرقت كثير من المراكب لعائلات سورية كاملة ولم يحرك النظام المصري ساكنًا؛ بل أيّد إبعادهم.
وشهدت أوروبا تدفق نحو 1.3 مليون مهاجر ولاجئ انطلقوا من دول مختلفة عام 2015، أغلبهم فروا من الحروب وشظف العيش والاضطهاد السياسي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وكانت أزمة اللاجئين في أوروبا عامة، وألمانيا تحديدًا، محور مباحثات المستشارة “ميركل” مع “السيسي”.
وحثت الحكومة الألمانية برئاسة ميركل حكومات دول المغرب العربي ومصر على تكثيف الرقابة على الحدود وتسريع عمليات إعادة المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم؛ ولهذا فمن المقرر أن تقصد ميركل تونس وتلتقي بباجي السبسي لمناقشة الملف نفسه.
توطين المهاجرين ي مصر
قال مسؤول ملف اللاجئين والهجرة غير الرسمية بالمبادرة المصرية للحقوق الاجتماعية والشخصية “محمد الكاشف” إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة (أمس الخميس) ربما تأتي في إطار إتمام اتفاقٍ ما لحل أزمة اللاجئين.
وأضاف الكاشف أن هناك مساعي أوروبية مستمرة منذ العام الماضي لتحقيق اتفاق يتضمن قبول اللاجئين مقابل مساعدات ودعم مادي ولوجيستي، أو إعادة اللاجئين غير المرغوب فيهم من أوروبا وتوطينهم بدول شمال إفريقيا.
وأوضح الكاشف أن المتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلن في سبتمبر 2016 أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إبرام اتفاق مع مصر متعلق باللاجئين.
وكذلك صرحت السفيرة نائلة جبر، رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بمجلس الوزراء، في أوقات سابقة، أن مصر ليس لديها مانع من التعاون مع الجانب الأوروبي فيما يتعلق بتدفق اللاجئين بعدما أصبحت مصر دولة مَعْبَر عقب الاتفاق الأوروبي التركي المتعلق باللاجئين.
