تشن المملكة العربية السعودية حملة دبلوماسية مكثفة؛ فقد توجّه الملك ووزير خارجيته إلى رحلات خارجية مؤخرًا، فماذا وراء هذه الجهود التي تبذلها السعودية، والتي تم وصفها بـ”الهجوم الدبلوماسي” من شدة قوتها وكثافتها؟ بحسب تقرير نشره موقع الأبحاث الأميركي “بروكينجز”.
ويرى الموقع الأميركي أن المملكة تسعى جاهدة بشكل واضح إلى تحسين علاقاتها الاستراتيجية، وأن هذا هو السبب في شنها حملة مكثفة من الجهود الدبلوماسية.
ويفصل “بروكينجز” في تقريره الجهود الدبلوماسية السعودية، وكان أبرزها رحلة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمدة شهر إلى آسيا، والتي بدأت الأحد الماضي.
ومن المقرر أن تشمل رحلة الملك مع الوفد المرافق له المكون من 600 فرد عدة محطات كالتالي: ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والصين واليابان وجزر المالديف، قبل حضور القمة العربية في الأردن في نهاية مارس المقبل.
وتعتبر هذه الرحلة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها العاهل السعودي إلى إندونيسيا منذ زيارة الملك فيصل لها في السبعينيات؛ إلا أن زيارته لليابان تعد خطوة غير مسبوقة لم يقم بها أي ملك في تاريخ السعودية.
ويضيف التقرير الأميركي أن هذه الرحلة الطويلة قد تنطوي على هدف آخر غير معلن، وهو إظهار حيوية الملك ومرونته بعد أن انتشرت الشائعات في الفترة الأخيرة حول تدهور حالته الصحية؛ وتظهر حقيقة هذا الهدف في برنامج الرحلة الذي راعى توفير وقت كافٍ لراحة الملك بين كل محطة وأخرى.
يذكر أن الملك سلمان سيبلغ الـ81 من العمر يوم 31 ديسمبر القادم.
وحول سبب اختيار المملكة لهذه المحطات بالذات من أجل تحسين علاقات السعودية الاستراتيجية، نرى أن إندونيسيا وماليزيا وبروناي هي دول إسلامية هامة، تمثل جميعها حلفاء محتملين للمملكة ضد خصمها اللدود إيران، كما تتودد السعودية لهم من أجل الانضمام إلى تحالفها الإسلامي العسكري الذي يُوجّه ضد طهران على الرغم من أن الهدف الرسمي هو محاربة الإرهاب.
أما عن الصين واليابان فهم أسواق مهمة وحاسمة بالنسبة إلى النفط السعودي.
ويضيف التقرير الأميريكي أن زيارة وزير الخارجية عادل الجبير إلى بغداد هي الأكثر دراماتيكية؛ فهي أول زيارة يقوم بها مسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العراق منذ عام 1990، ما يجعلها تمثل تغييرًا جذريًا في النهج السعودي.
فالسعوديون قد قرروا -على ما يبدو- محاولة مقاربة مختلفة للعراق؛ فهم يأملون التعامل مع حكومة العبادي على مستوى أعلى مما يحقق بعض التوازن أمام نفوذ إيران في بغداد.
وفي النهاية، تعتبر القمة العربية في عمان اجتماعًا مهمًا للمملكة؛ حيث تريد إظهار الوحدة العربية ودعمها للملك عبدالله، وهو حليف هام يواجه عاصفة من التحديات في الداخل والخارج.