ما بين اهتمام المعارضة بدراسة تفاصيل عملية الانتقال السياسي، وتركيز وفد النظام السوري على ما سماها “مكافحة الإرهاب”، يدرس الطرفان ورقة المقترحات التي طرحها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بشأن جدول أعمال المفاوضات، في ظل أجواء غير مُطمئنة على أرض الواقع؛ فالقتل مستمر في حي الوعرة وحمص وإدلب ودرعا، ومناطق أخرى تشتعل بالبراميل المتفجرة ولهيب الطيران الروسي في مقابل عمليات جبهة تحرير الشام وغيرها.
فما هي طبيعة مواقف الأطراف السورية في محادثات جنيف من قضية الانتقال السياسي؟ وكيف يمكن لهذه المواقف أن تكون نقطة تحول في واقع الأزمة السورية؟
كسب للوقت
في هذا الصدد، قال الكاتب الصحفي قاسم قصير إن ما يجري في جنيف حاليًا هو كسب للوقت من طرف النظام والمعارضة، في انتظار تبلور الأوضاع السياسية الدولية؛ خاصة موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو الموقف الذي سيؤدي إلى رسم خريطة المرحلة المقبلة في سوريا.
واعتبر أن النظام ليس مستعجلًا للذهاب إلى مرحلة سياسية؛ وإنما يضع مكافحة الإرهاب أولوية، كما أن المعارضة من جهتها ليست مستعجلة لتقديم حل حقيقي، خاصة أن الوضع الميداني ليس لصالحها؛ وإنما لصالح النظام وحلفائه.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن المستجد الذي قد يفتح الباب لحلول واقعية هو الوضع الأميركي الدولي الذي قد يمهد لاتفاقات أميركية روسية تكون مدخلًا للاتفاق بشأن مستقبل سوريا.
وأكد “قصير” أن المعارضة عليها أن تتعامل بواقعية وتعيد النظر في استراتيجيتها، وأن تتعاون مع النظام لمواجهة الإرهاب؛ ثم بحث الانتقال السياسي الذي لا يمكن للنظام الهروب منه بعد توقف الحرب.
اتهامات
في المقابل، اتهم المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف وائل علوان نظام بشار الأسد بتوفير بيئة خصبة للإرهاب وارتكاب جرائم وانتهاكات ترقى إلى الإبادة في مواجهة ثورة شعبية.
وأضاف أن فصائل الثورة كانت -ولا تزال- المواجِهة للإرهاب، وهي جاهزة لمشاركة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب؛ لكن يجب اجتثاث الإرهاب المتمثل في استبداد النظام الأسدي.
وأكد أن المعارضة لا تعول على محادثات جنيف، لكنها جاهزة للمناورة السياسية التي تؤمن بأن أهميتها تساوي أهمية المناورة العسكرية؛ معتبرًا أن روسيا لا يمكن لها أن تصبر طويلًا على الاستنزاف المستمر لقواها العسكرية والاقتصادية دعمًا للنظام، وأنه لا بد من أن تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن سوريا.
وبشأن مصير بشار في المرحلة الانتقالية، قال علوان إنه لا يُعقل لأي دولة في العالم القبول بمجرم حرب يرشح نفسه في الانتخابات، مؤكدًا أن روسيا لن تستطيع تحمل تكلفة دفاعها عن الأسد طويلًا.