قال المحلل السياسي اللبناني، جيري ماهر، إن المجموعات الفلسطينية بالمخيمات الفلسطينية في لبنان، لا تثق بالقوى الأمنية اللبنانية، لأنها مقصرة بواجباتها بمكافحة الإرهاب والتهريب والخطف والسرقة، في البقاع وتحديدًا في بعبلك والضاحية الجنوبية.
وأوضح م”اهر”، في تصريحات لـ”رصد”، أنه مع مقترح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بدخول الجيش اللبناني المخيمات الفلسطينية وسحب سلاحها، مقابل وقف عزل مخيم عين الحلوة، قائلًا: “أنا مع هذا المقترح على أن يقوم الجيش اللبناني بضمان حقوق الفلسطينيين”، لكنه رأى أنه لا توجد آلية لتنفيذ هذا القرار.
وأضاف: “يجب على الجيش اللبناني عدم السماح لمقربين من حزب الله بالدخول إلى المخيمات لأنهم سيكونون سببًا رئيسيًا في إعادة مجازر صبرا وشانيلا”، مضيفًا: “ولكن في مكان ووقت آخر أعتقد أنه على السلطة الفلسطينية تقديم مساعدات عاجلة للمخيمات الفلسطينية، وتخفيف العبء عن سكانه وتطوير مرفقاته التعليمية والخدماتية والصحية”.
وكشفت صحيفة “الجمهورية” الصادرة في بيروت الإثنين الماضي، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرض على الحكومة اللبنانية صفقة يقوم الجيش اللبناني بموجبها بدخول المخيمات الفلسطينية وسحب سلاحها، مقابل وقف عزل مخيم عين الحلوة.
وقال الكاتب طوني عيسى في مقال نشرته الصحيفة بعنوان (أبو مازن يرفع العشرة ولبنان لا يتجرأ) إن عباس قدَّم صفقة للرئيس ميشال عون لدخول الجيش اللبناني إلى المخيمات، وأوضح الكاتب أن عباس كشف خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان وللمرة الأولى أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتخلي عن السلاح الفلسطيني. ونقل عن عباس قوله: “من حق الحكومة اللبنانية أن تسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها ونحن لسنا في حاجة إلى سلاح”.
وأضاف الكاتب أن عباس عرض على الرئيس اللبناني مقايضة السلاح وتسلم الجيش اللبناني أمن المخيمات مقابل وقف عزل عين الحلوة، وذكر أن “عباس عرض صفقته في ظل وضع سياسي صعب للسلطة، فالرئيس الاميركي لا يرد على اتصالاته ووكالة أونروا تتلاشى وحق العودة يذوب”، ووصف الكاتب ما اقترحه عباس بأنه “قنبلة” واستبعد أن تقبلها السلطة اللبنانية.
وكان التوتر عاد بشكل مفاجئ إلى عين الحلوة، حيث سجل يوم الخميس الماضي انفجار قنبلة يدوية، تزامنا مع زيارة رسمية قام بها الرئيس عباس إلى لبنان، الذي التقى رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.