قال السفير إبراهيم يسري – وكيل وزارة الخارجية الأسبق – إن توتر العلاقات التركية – الإيرانية يأتي على أرضية صراع النفوذ بينهما، وهو ما يتجلى بوضوح في الأزمة السورية ودعم إيران للنظام السوري بكل قوة وقيادات العمليات العسكرية هناك مع جيش النظام، يقابل ذلك الدعم التركي الواضح للمعارضة منذ بداية الثورة السورية ومحاولاتها الضغط لإنهاء نظام الأسد وهو ما تعارضه إيران بشدة.
وأضاف السفير يسري في تصريحات خاصة لـ”رصد”: هناك أيضًا مناطق صراع أخرى بين الطرفين، ومنها منطقة الخليج وعلى رأسها السعودية، حيث الأزمة الشديدة بين دول الخليج وإيران ودعم تركيا لها وزيارة أردوغان للمنطقة مؤخرًا، وإعلان دعمه لدول الخليج وتحديدًا السعودية في مواجهة أي تهديد، ومعروف أن التهديد الأكبر لدول الخليج في هذه الفترة يأتي من جانب إيران، فضلاً عن نقاط صراع أخرى منها العراق والورقة الكردية، ويأتي هذا الصراع في ظل التراجع العربي بخروج العراق من المعادلة، وتراجع دور مصر وعدم نجاح السعودية لأن تكون ندًا حقيقيًا للدولتين.
وتوقع وكيل وزارة الخارجية الأسبق أن تتدارك الدولتان الأوضاع التي تمر بها المنطقة في ظل تهديدات ترامب للجميع، خاصة إيران وإلى حد ما تركيا والسعودية، وربما تؤدي هذه التهديدات إلى تقارب بين الدول الثلاث ومحاولة تنقية الأجواء بينها، خاصة أن خطاب ترامب يحمل عداءً لكل ما هو إسلامي سواء كان سنيًا أو شيعيًا.
وفي حوار صحفي له مؤخرا شنّ وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف هجومًا على تركيا، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة محلية.
ووصف ظريف خلال لقاء له مع صحيفة “إيران” المحلية تركيا بالجارة ذات الذاكرة الضعيفة والناكرة للجميل، وفق وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
وأشار إلى التصريحات المناهضة لإيران من قبل المسؤولين الأتراك، قائلا: انظروا إلى تركيا، إلى أي مستوى وصلت؟ هذا في حين أننا نشفق على حكومة هذا البلد.
وأضاف: “يبدو أن ذاكرة أصدقائنا ضعيفة؛ حيث يتّهمون الجمهورية الإسلامية بالطائفية، وكأنهم تناسوا موقفنا ليلة حدوث الانقلاب العسكري الأخير، وكيف أننا بقينا نتابع الأوضاع حتى الصباح، رغم أنها ليست حكومة شيعية”.
وتابع: “إن ذاكرتهم ضعيفة، وينكرون الجميل الذي قدمه لهم من يؤازرهم ويتعامل معهم بمودة”.
يشار إلى أنّ رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود شاويش أوغلو اتهما طهران بأنها تروج للطائفية في المنطقة