تتمتع بمكانة قوية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، هي أيضًا أكبر مُصدِّر للنفط في المنطقة، تُثير حولها جدلًا كبيرًا نتيجة الصراع الدائر بين محاولة التجديد والتطوير وبين الرغبة في الحفاظ على العادات والتقاليد؛ إنها المملكة العربية السعودية.
كيف تبدو الحياة في مثل هذه الدولة؟ هل يسود التزمت والتعصب على نمط الحياة، أم أن الرغبة في التطور جعلت المعيشة هناك أكثر انفتاحًا؟ هذا ما يخبرنا به التقرير المنشور بموقع “ستاف” النيوزلندي.
ومن خلال تجربة المرأة النيوزلاندية “مارجوري ودفيلد” التي عاشت في الرياض لفترة من حياتها، ينقل لنا موقع “ستاف” صورة حية عن الحياة في السعودية.
تحكي ودفيلد: “أنا من مدينة “كرايستشرش” من نيوزيلندا، وعشت في الرياض حتى الآن سبع سنوات، وأعتقد بأن الذي دفعني إلى ذلك هو حس المغامرة. لقد عشت في دول عدة في حياتي، وكنت متأكدة من أن السعودية ستكون تجربة مختلفة”.
وتضيف: “أتيت لأنضم إلى زوجي الذي كان يعمل بالفعل في السعودية، وعندما وصلت عملت معلمة في مدرسة عالمية”.
وتصف ودفيلد السعودية بأنها “مجتمع إقطاعي تديره العائلة المالكة، التي تتمتع بمزايا رائعة نسبيًا مقارنة ببقية الشعب”، مؤكدة أن “درجات الحرارة التي ترتفع كثيرًا في هذه البلاد تحتجز مواطنيها داخل منازلهم في كثير من الأيام”.
وترى “ودفيلد” أن المملكة دولة تجمع بين المتناقضات معًا؛ حيث تتجاور ناطحات السحاب مع البيوت الطينية القديمة، مضيفة أنها لم تتوصل إلى معرفة حِرفة محددة يمكن أن تنسبها إلى الشعب السعودي، فأغلب ما تشتريه من بضائع لم تُصنع في المملكة.
وبحسب ما ورد في تقرير الموقع النيوزلندي على لسان “ودفيلد”، تسود المملكة ثقافة البدوية التقليدية؛ حيث تركب النساء البدويات الإبل في الصحراء، ولكن في الوقت نفسه تُمنع نساء المدينة من قيادة السيارة.
بالإضافة إلى لون الرمال المنتشر في أنحاء كبيرة من البلاد، تتسم المملكة بعواصفها الرملية التي تجعل كل شيء مغطى بطبقة من الغبار.
وبالطبع لم تغفل ودفيلد عن ذكر “المطوع”، وهو اسم من يعمل في الشرطة الدينية بالمملكة، وتكون وظيفته فرض الفصل بين الجنسين وإجبار النساء في الشوارع على ارتداء “العباءة” السوداء التي تستر الجسد كله.
كما تعلق على ما تفرضه المملكة من قوانين تتعلق برؤية السعودية لتطبيق الشريعة الإسلامية مثل إغلاق المحال التجارية كلها خمس مرات يوميًا مع كل أذان للصلاة، وإجراء عمليات الإعدام العلنية، كما تحرم الدولة الأفلام والمسارح والموسيقى.
وتنتقد “ودفيلد” غياب الوعي البيئي عند الشعب السعودي، الذي لا يجعل كثيرًا من أبنائه حريصين على الحفاظ على بلدهم؛ حيث يعتبر سلوكًا عاديًا بالنسبة إلى السعوديين أن يلقوا بالقمامة في الشوارع!