يبدو أن تحدي الإعاقات لن يتوقف عند الأدباء والموسيقيين والعلماء، بل حتى الساسة، يحاولون كسر إعاقتهم وتحقيق أحلامم في الوصول لرأس قمة الهرم وتولي منصب الرئاسة.
بات لينين مورينو على مشارف الفوز برئاسة الإكوادور إثر تحقيقه تقدماً مريحاً على منافسه المباشر، غييرمو لاسو، الذي ينتمي إلى “حركة خلق الفرص” المحافظة، ومع إعلان فرز أكثر من 85 في المائة من الأصوات، نال مورينو أكثر من 39 في المائة، في مقابل 28 في المائة للاسو.
لينين مورينو
مورينو الذي أُصيب بالشلل عام 1998، وعد أنه إذا فاز بمنصب رئيس الإكوادور بزيادة الوظائف والمكاسب الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة في دولته، وهذه الوعود ليست بكلام مُرسل يقوله من أجل حصاد العديد من الأصوات، فقام لينين بالعديد من الخدمات من أجل المعاقين في الإكوادور.
وعندما تولى منصب نائب رئيس الدولة قام بوضع قاعدة بيانات لذوي الاحتياجات الخاصة حتى يُتاح لهم الحصول على العلاج الطبي الملائم لهم، ووفر راتبًا شهريًا وصل إلى 240 دولار للأسر التي تعتني بمعاق، بالإضافة إلى ذلك أسس برنامج قروض لأصحاب المشروعات من المعاقين.
فرانكلين روزفلت
إذا فاز مورينو بالمنصب فلن يكون، أول رئيس معاق يتولى رئاسة الجمهورية، بل سبقه الرئيس الأمريكي الثاني والثلاثون فرنكلين روزفلت الذي أصيب بالشلل عام 1921، وترشح لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية وانتخب رئيسا عام 1932، وبفضل سياسته البارعة في إدارة الامور الداخلية والخارجية، أعيد انتخابه أربع مرات متتالية وتوفي في العام الأول من ولايته الرابعة.
هيلين كلير
هيلين كلير هي اسطورة، فريدة من نوعها، لن تتكرر في التاريخ، فالبرغم من إصابتها بالصمم والعمى والبكم منذ طفولتها، إلا أنها بالمثابرة والعزيمة، استطاعت الكتابة والنطق، وتعلمت العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، وبعد الإنتهاء من دراستها الجامعية تفرغت للكتابة والتأليف، وأصبح لها كتب وقصص ومقالات مشهورة.
عميد الأدب العربي
الوطن العربي أيضًا ملئ بالعظماء الذين تحدوا إعاقتهم، فهناك الأديب والناقد والمفكر المصري طه حسين الملقب بـ”عميد الأدب العربي” حصل علي الدكتوراه في الآداب من فرنسا، في وقت عانى فيها من العمى، وأسس جامعتي عين شمس والإسكندرية الذي تقلد منصب إدارتها ثم أصبح وزير المعارف له مؤلفات كثيرة ومقالات ومحاضرات وقصص.
وبعتبر حسين، هو أحد مؤسسي الثورات النقدية والادبية في الأدب العربي.
ألبرت أينشتاين
من منا لم يمر به أحد النظريات لعالم رياضيات والفيزيائي المشهور ألبرت اينشتاين، الذي تفوق على علماء عصره بوضع النظرية الخاصة والنسبية العامة والحائز علي جائزة نوبل في الفيزياء.
كان أينشتاين يعاني من تأخر في النطق، سبب له ضعفا في التقدم المدرسي، وحرم على أثرها من المدرسة لمدة عام.
بيل جيتس
هو مؤسس شركة مايكروسوفت وإمبراطور الكمبيوتر ، وبالرغم مما وصل إليه حيث يعتبر من أغنى رجال العالم، إلا أن الفحص الطبي يؤكد أنه يعاني من عارض أسبيرجر، وهو أحد أعراض مرض التوحد، وقد كان في طفولته فضوليًا وغريب الأطوار، وفي شبابه لم يكن متزنًا.
لودفيج فان بيتهوفن
عبقري الموسيقى، على مر العصور، هو الموسيقار الأصم لودفيج فان بيتهوفن، ولد 1770، وبدأ سمعه يتدهو ر في عام 1800، حتى صار أصما في آخر سنوات عمره.
لم يمنعه الصمم من استكمال مسيرته الفنية واستمر في تاليف موسيقاه حتى وفاته في 1827.
عاني إسحاق نيوتن، من صفات توحدية، وكانت لديه صعوبة في التواصل مع الآخرين، إلا أن في مجاله كان بارعًا، فهو الذي صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء.
ويحكى عن العالم ان إذا ألقى محاضرة ولم يحضرها أحد من تلامذته كان يستكمل إلقاء المحاضرة والقاعة خاوية بدون حضور البتة. وقد عانى نيوتن عندما وصل سن الخمسين من بارانويا واكتئاب.
