جاء لقاء عبدالفتاح السيسي بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في زيارة اعتبرها خبراء أنها تستهدف إزالة آثار لقاء جمعهما قبل عام سرًا بمدينة العقبة الأردنية مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، وكشفت النقاب عنه صحيفة “هآرتس”؛ وأكد نتنياهو حدوثه، ولم ينفه السيسي، وتجاهله الملك عبدالله.
واستبق الأخيرُ اللقاءَ بتصريحات يوم الأحد الماضي أكد فيها أن حل الدوليتن هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الصهيوني.
وفي لقائه برؤساء الكتل النيابية في قصر الحسينية بحضور رئيس الوزراء هاني الملقي ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، الأحد، قال العاهل الأردني إن أي تحركات لإنهاء الجمود في العملية السلمية وإعادة إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تكون على أساس حل الدولتين؛ كونه الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
من أجل نقل السفارة
وفي تصريح لـ”رصد”، قال عبدالله الأشعل إن لقاء السيسي مع العاهل الأردني يأتي لمحو اللقاء المشبوه الذي كشف عنه نتنياهو مؤخرًا، بالإضافة إلى محاولة لتغيير توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي مع فتور ترامب في الفترة الأخيرة تجاه هذه القضية المهمة بالنسبة إلى إسرائيل، برغم إعلانه سابقًا أنه مصمم على نقل السفارة إلى القدس، جاء بعد لقاء الملك به قبل شهر مباشرة؛ ما يدلل على تأثير العاهل الأردني في هذه القضية الحساسة بالنسبة إلى الأردن والمسلمين، حسب ما نشره موقع “24” الإماراتي.
وكان العاهل الأردنى أول زعيم عربي يلتقي ترامب قبل شهر تقريبًا، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وبحسب وكالة “بترا”، أكد الملك عبدالله لترامب خلال اللقاء ضرورة تقييم عواقب هذه الخطوة وما قد تسببه من غضب فلسطيني وعربي وإسلامي ومخاطر على حل الدولتين.
ومن المقرر أن يلتقي الملك عبدالله للمرة الثانية مع الرئيس الأميركي في واشنطن نهاية الشهر الحالي، قبل انعقاد القمة العربية في عمان الشهر المقبل، بحسب ترجيحات مصادر أردنية.
وأشارت هذه المصادر إلى أن اللقاء سيركز على استئناف عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينين والصهاينة بما يضمن حلًا عادلًا للشعب الفلسطيني، وفق حل الدولتين.
ويبحث اللقاء، بحسبها، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والأردن، وآخر الاستعدادات الأردنية لاستضافة القمة العربية، ولَم الشمل العربي، وإيجاد حلول للأزمات والقضايا التي تواجه دول المنطقة؛ على رأسها الأزمات السورية والليبية واليمنية.
كما يبحث اللقاء آخر تطورات الملف الفلسطيني والجهود المصرية والأردنية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، إضافة إلى ملف الإرهاب ومكافحة التنظيمات الإرهابية والجهود المصرية في هذا الشأن.
وتسلم الملك عبدالله الثاني دعوة رسمية من قبل السيسي، من وزير الخارجية سامح شكري، خلال زيارة الأخير إلى عمان في الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف إن مصر لا تدخر وسعًا في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، دون أية مواءمات أو مزايدات؛ وهو “الموقف الذي يتنافى مع ما تضمنه التقرير من معلومات مغلوطة”، وفق وصفه.
واعتبر الباحث الفلسطيني المتخصص في الشأن الصهيوني صالح النعامي، في سلسلة تغريدات بموقع “تويتر”، أن موافقة السيسي وملك الأردن في لقاء العقبة على يهودية دولة الاحتلال يعني التخلي عن حق اللاجئين في العودة وتشريع طرد فلسطينيي الداخل، معتبرًا تكتمهم على رفض نتنياهو لـ”التسوية الإقليمية” التي يطبل لها حاليًا تمثل شراكة في التضليل الصهيوني، على حد قوله.
وأشار في تغريداته إلى أن الإعلام الصهيوني وبَّخ بنيامين نتنياهو بقسوة لرفضه تنازلات السيسي وملك الأردن في لقاء العقبة السري، مشيرًا إلى أن الصمت سيد الموقف في عمان.