قال عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني في اجتماعهما في القاهرة إنهما ملتزمان بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب بيان صادر عن مكتب السيسي.
ثوابت قومية
وجاء في البيان أن الجانبين بحثا “التعاون الثنائي بينهما للتوصل إلى حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا من الثوابت القومية التي لا يمكن التخلي عنها”.
وأضاف أنهما “بحثا التحركات في المستقبل لكسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط؛ خاصة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة”.
وظلّ حلُ الدولتين لفترة طويلة حجر الزاوية لسياسة واشنطن والمجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الخميس الماضي إن واشنطن ما زالت تدعم حل الدولتين.
وعقد الزعيمان قمة ثنائية في القاهرة بعد وصول الملك عبدالله إلى القاهرة في زيارة قصيرة، بعد يومين فقط من إعلان صحف إسرائيلية، نقلًا عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية، عقد لقاء غير معلن في مدينة العقبة الأردنية في مارس/ آذار العام الماضي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانب السيسي وعبدالله، وكذلك وزير الخارجية الأميركية السابق جون كيري، بحثوا خلاله القضية الفلسطينية وحل الدولتين.
خدمة القضية الفلسطينية
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان عقب ذلك أن مصر لم تتوان عن دعم أي تحرك يخدم القضية الفلسطينية، وحمل هذا إقرارًا ضمنيًا بانعقاد الاجتماع في العقبة.
وناقش الزعيمان في لقاء القاهرة (الثلاثاء)، إلى جانب المسار الفلسطيني، القمة العربية المقبلة في الأردن وقضايا الوضع في سوريا وليبيا واليمن ومكافحة الإرهاب.
وتشاور الجانبان، بحسب بيان الرئاسة، “بشأن مختلف جوانب العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها”، معربين عن ارتياحهما لما تشهده من تطور في مختلف المجالات.
من قضايا الاجتماع
وأضاف البيان أن جلسة المباحثات بدأت ثنائية بين السيسي وعبدالله قبل أن تضم رئيسي وزراء البلدين وأعضاء الوفدين لاحقًا، وغادر الملك عبدالله القاهرة الثلاثاء بعد زيارة استغرقت عدة ساعات.
وتأتي هذه الزيارة بعد نحو أسبوع من اجتماع بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، وقال بعده الرئيس الأميركي إنه يوافق على السلام الذي يرتضيه الجانبان؛ سواء انطوى على حل الدولتين أو الدولة الواحدة.
وقال البيان المصري يوم الثلاثاء إن السيسي والملك عبدالله بحثا أيضًا الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا وأكدا “أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف”.
انعكاسات قمة العقبة
وتأتي زيارة الملك عبدالله إلى مصر بعد أيام من تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت فيه إن نتنياهو اجتمع سرًا قبل عام مع السيسي والملك عبدالله في منتجع العقبة الأردني على البحر الأحمر في إطار محاولة فاشلة من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لعقد قمة إقليمية أوسع بشأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
رد فعل سريع
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالكويت ميمون الشايع إن زيارة ملك الأردن هي رد فعل سريع على اعتراف نتنياهو بعقد قمة سرية بينه وبين الطرف المصري والأردني وبحضور أميركي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”رصد” أن السيسي والملك عبدالله كانا في احتياج إلى هذا الاجتماع للخروج على شعبيهما بتأكيد تمسكهما بحل الدولتين فيما يخص القضية الفلسطينية؛ نظرًا لموقفهما السلبي بعد “تسريب هآرتس”، على حد قوله، وتابع: اعتراف نتنياهو بعقد القمة السرية مع الجانبين بحضور أميركي أحرج مصر والأردن وبعث برسالة واضحة مفادها أن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى ابتزازهما.
تأثير الصحافة والإعلام
وفي السياق ذاته، يرى الإعلامي المصري مسعود حامد أن ما حدث من تحرك أردني بزيارة مصر واستقبال السيسي للملك عبدالله هو دلالة واضحة على تأثير الصحافة والإعلام في العلاقات الدولية؛ حيث نجحت “هآرتس”، وربما بإيعاز من الجانب الرسمي الإسرائيلي، في إدخال النظامين المصري والأردني في دوامة التبرير؛ خاصة وأن القمة لم يتم الإشارة إليها من قريب أو بعيد في أي وسيلة إعلامية رغم مرور سنة على عقدها.
وأكد في تصريحات خاصة لـ”رصد” أن الاتهامات التي تلت الإعلان عن القمة والموجهة إلى النظام المصري بعزمه توطين الفلسطينيين في غزة وسيناء وضعت النظام المصري تحت ضغط وجعلته مضطرًا إلى اتخاذ أي خطوات لتهدئة الموقف، ليس فقط على المستوى المصري؛ بل أيضًا على المستوى الفلسطيني.
وأضاف: النظام الأردني أعلن بشكل عملي من خلال زيارة الملك عبدالله إلى مصر في 2013 عقب انقلاب يوليو مباشرة دعمه للنظام المصري الجديد، وكان من الطبيعي أن يتخذ موقفًا داعمًا لهذا النظام في مثل أزمة قمة العقبة التي اعترف بها نتنياهو.