قال مصدر دبلوماسي غربي إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أبلغ دولًا تعارض الرئيس السوري بشار الأسد أن واشنطن لن تتعاون عسكريًا مع روسيا قبل أن تتوقف عن وصف كل معارضي الأسد بأنهم إرهابيون. جاء هذا خلال اجتماع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في ألمانيا.
فماذا عن استعداد روسيا للتجاوب مع هذا الشرط الأميركي؟
يقول الدبلوماسي الروسي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط فاتشيسلاف ماتوزوف إن روسيا لا تنظر مثل هذه النظرة؛ بدليل أنها التقت في “أستانا” ممثل المعارضة المسلحة محمد علوش، إضافة إلى لقاءات أخرى مع ممثلي منظمات مسلحة في تركيا.
لا توجد عراقيل
ويضيف في تصريحات تلفزيونية أن موسكو تميز بين قوى المعارضة المعتدلة وبين تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومن يتعاون معهما؛ وعليه فإن ما قاله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون “أفهمه على أنه دعوة إلى التعاون؛ فلا توجد عراقيل بيننا”.
أما إذا كانت إيران هي المقصودة بكلام تيلرسون، فإن روسيا لا تضع علاقاتها مع طهران موضع التجارة السياسية أو الدبلوماسية، على حد تعبير ماتوزوف.
بدوره، قال مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، إن المسألة أكبر من الاجتماع مع هذا الطرف أو ذاك؛ بل يدخل -أميركيًا- ضمن نقاش استراتيجي حول ما إذا كانت روسيا عدوًا أم شريكًا، وهل تدخلت فعلًا في الانتخابات الأميركية!
ويضيف: أما الموضوع السوري على وجه الخصوص فإن هناك ضغوطًا من حلفاء أميركا في المنطقة بألا تتعاون أميركا مع روسيا وإيران بوصفهما عدوين في سوريا، إضافة إلى ضغوط الحزب الديمقراطي.
المعارضة السورية
وعن المعارضة السورية التي يمكن أن تخاطبها أميركا، قال إن دونالد ترامب لم يقرر بعد. ومن جانب آخر، تريد “سي آي أي” تدمير تنظيم القاعدة، بينما هناك في المعارضة السورية من يرى إمكانية التعاون مع القاعدة ضمن مظلة واسعة، وهناك من يرفضها؛ بدليل القتال الذي يندلع بين الطرفين في إدلب.
التعاون مع روسيا
بحسب ما يخلص لانديس، فالتعاون مع روسيا أمامه ضغوط الحلفاء، وفرض منطقة آمنة شمالي سوريا سيكون صعبًا حتى لو وعد به ترامب في حملته الانتخابية؛ إلا أنه يواجه برفض من المؤسسة العسكرية لأنه يحتاج إلى قوات على الأرض.
صعوبة إرسال قوات تنطبق كذلك -كما يوضح- على الحرب الشاملة ضد تنظيم الدولة والقضاء عليه. ويرى أن هذا وعد قدمه ترامب ومن الصعب أن يفي به؛ لأن استيلاء القوات الأميركية على الرقة يعني “كيف سنغادر بعدها؟ وهل سنبقى هدفًا للسيارات المفخخة؟”.