قال د.سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بالأهرام، أن أزمة تشكيل الحكومة المغربية تعود إلى موقف باقي أحزاب المعارضة من الإسلاميين هناك، فرغم فوزهم بالأغلبية إلا أن معظم الأحزاب خاصة التي تملك مقاعد كبيرة في البرلمان ويمكنها المشاركة في حكومة ائتلافية وطنية ترفض التعاون مع حزب العدالة والتنمية برئاسة عبد الإله بنكيران الذي يقود حزبه التحالف الحكومي منذ عدة سنوات.
وأضاف “اللاوندي”، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “إنه في حال فشل التوصل إلى تشكيل حكومة وطنية بقيادة بنكيران سيتم إجراء انتخابات جديدة مرة أخرى طبقا للدستور المغربي وربما سيكون هذا هو الحل أمام ملك المغرب محمد الخامس حيث أعطى الفرصة لتشكيل الحكومة منذ أكتوبر الماضي وعلى مدار عدة أشهر فشلت الأحزاب في التوافق فيما بينها لأن كل حزب يريد أن يحصل على مكاسب أكبر من خلال عدد الحقائب الوزارية أو رئاسة الحكومة وهذا يعكس خللا في المعارضة المغربية والعربية بشكل عام حيث عدم القدرة على التعاون والعمل في إطار الفريق الواحد من خلال حكومة الوطنية رغم أن المغرب شهد تعاونا من هذا القبيل ولكنه فشل هذه المرة”.
ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أنه ربما تكون البرامج السياسية للأحزاب واختلاف رؤاها السياسية وأيديولوجيتها الفكرية سبب من أسباب عدم التقارب فضلا عن المواقف غير الواضحة من أزمة الصحراء وجبهة البوليساريو وبعض القضايا الأخرى.
وكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، المكلف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية صرح بأنه قد يتم إعادة الانتخابات، وذلك فى ظل عدم تمكنه من تشكيل الحكومة بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تكليفه بتشكيلها. حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
ونقل الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية عن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية المكلف تعليقا على تأخر تشكيل الحكومة قوله: “المشهد السياسي لن يبقى كما هو الآن إلى الأبد، فلابد من حل… قد نعيد الانتخابات، وقلنا إننا لا نريد الإعادة، لأن الانتخابات هى لحظة مخاض صعب”. وأضاف :”أنا بصراحة أنتظر رجوع جلالة الملك، لأنه حينها، إما أن تكون لى حكومة لأرفعها له، أو لا لأقولها له أيضا”
وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يقوم حاليا بجولة أفريقية.
وقال بنكيران: “هناك أسئلة ثقيلة تطرح اليوم، مرتبطة بالدستور الذى يقول إن الحكومة يترأسها الحزب الأول، وجلالة الملك اختار الأمين العام لرئاسة الحكومة فى قراءة ديمقراطية عالية للنص الدستوري، ثم يحاول البعض الوقوف فى وجه كل هذا، فهذا يعنى أن الأحزاب الأخرى لا تبالى بالديمقراطية ولا تبالى بأصوات الناخبين”.
وأضاف بنكيران: “هذا يجعلنا نعيش أمام مشهد سوريالى غير معقول، ولا يمكن أن نبقى ننظر صامتين، لابد أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية”. وقال :”الديمقراطية ليست فقط التصويت ولكنها أيضا الحفاظ على صوت المواطن وحقه فى أن يكون الذى يترأس الحكومة هو الذى اختاره”.
وكان الملك محمد السادس قد كلّف فى أكتوبر الماضى بنكيران بتشكيل الحكومة الجديدة بعد فوز حزبه “العدالة والتنمية”، الذى يقود التحالف الحكومى منذ 2011، بالانتخابات التشريعية الأخير.