تحدّث أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في حوار ببرنامج “نظرة” مع مُقدِّمه حمدي رزق على فضائية “صدى البلد”، اليوم الجمعة، عن عدد من الملفات، سواء ما يتعلق بالشأن الخارجي أو المصري؛ ففي الداخل انتقد ثورة يناير وعبّر عن اعتزازه بفترة حكم “مبارك”، أما على الصعيد الخارجي فوصف “ترامب” بالشخص البالغ الذكاء، متناولًا العلاقات العربية الإيرانية التركية.
ثورة يناير والربيع العربي
وقال أبو الغيط، خلال اللقاء، إن ما حدث في 25 يناير “فورة” وليست ثورة؛ لأنها لم تحدث تغييرًا شاملًا في النظام، مضيفًا أن ثورة 23 يوليو أحدثت تغييرًا هيكليًا في المجتمع.
ورأى أن كلمة “الربيع” التي سمي بها “الربيع العربي” انطلقت من العالم الغربي الذي دبّر لتغييرات رئيسة في المجتمعات العربية، وذلك من خلال التدريبات والصدامات لتغيير درامتيكي في المجتمعات، لافتًا إلى أنه كانت هناك أخطاء لدى نظم الحكم في العالم؛ فحافظ الأسد جهّز الدولة على أنه لو مات يتولى ابنه الحكم، ورئيس تونس السابق “بن علي” كان حادًا وصارمًا.
إسقاط حكم “مبارك”
وعلى جانب آخر، قال إن “الرئيس الأسبق مبارك طرح فكرة إنزوائه سياسيًا، ولكن يبقى رئيسًا لستة أشهر، ويقوم نائب الرئيس بممارسة أعماله؛ إلا أن البلد سقطت في أيدي الإخوان لمدة سنة فشهدت مصر سنتين ونصف مأساويتين”، على حد قوله.
وأشار إلى أن الرئيس الأسبق مبارك وطنيٌّ مصريٌّ أصيل، ولم يُعرّض مصر إلى أي صدام خارجي أو هزات خارجية تُفقدها مواردها ووزنها، ومارس سياسة خارجية هادئة عاقلة، آخذًا في الاعتبار قدرات مصر، مستدركًا: “على رأي الرئيس عبدالفتاح السيسي مصر دولة فقيرة الموارد”.
وذكر أن مبارك أخذ مجتمعًا عدد سكانه 43 مليونًا وتركه وعدد سكانه ما يقرب من 90 مليونًا، ووفر لـ37 مليون الجدد في الـ30 سنة مدارس وكهرباء بقدر إمكانيات المجتمع المصري.
ولفت إلى أنه عندما يحكم الشخص 30 سنة، وهي فترة طويلة في الجمهوريات، فيجب أن يضع من الآليات شخصيات تؤشر إلى خلافته في المستقبل؛ ولكن مبارك لم يضع نائب رئيس، مردفًا: “مبارك أكد لي أكثر من مرة أنه لم ينوِ تمكين ابنه للحكم”، مستطردًا: “مرة قال لي هو أنا مجنون أحط ابني في السجن ده”.
وكشف أبو الغيط عن أن مبارك أجرى في عام 2004 عملية في ظهره، وفي 2009 أجرى عملية المرارة وفي 2009 فقد حفيده “دي كلها أحداث تهد جبالًا”، مشيرًا إلى أنه “لم يتوقع هذه النهاية لمبارك؛ لأنه كان رحيمًا في حكمه، حتى الإخوان اصطدموا به فترة ثم أتاح لهم حرية العمل حتى (قلبوه)”.
ميزانية الجامعة العربية
قال أبو الغيط إن ميزانية الجامعة العربية 60 مليون دولار سنويًا، وهو ما يجعلها غير قادرة على القيام ببرامج إنسانية في الوطن العربي.
وأضاف أن “هناك تمويلًا سعوديًا وقطريًا للاجئين السوريين في المخيمات”، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية ليست لديها إمكانيات مالية لمساعدة اللاجئين.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن الأزمة المالية التي تمر بها الجامعة العربية لن تؤثر على القمة العربية المقبلة، مؤكدًا أن الجامعة العربية تجد أحيانًا صعوبة في سداد مرتبات العاملين بها ولا يمكن إعلان إفلاس جامعة الدول العربية؛ لأن إعلان ذلك سيعني ضياع العرب وستصبح القوى الخارجية قادرة على نهش العرب.
سياسة “ترامب” الخارجية
قال أبو الغيط إن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، يستطيع تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات إذا خفّت حدتها سينعكس ذلك على استقرار الأمور.
وأكد أنه لن يتم عزل ترامب، مشيرًا إلى أن ترامب شخص بالغ الذكاء، ومن الممكن له أن يعدّل من مساره وأسلوبه إذا استطاع تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أبو الغيط أن هناك ملامح لإعادة صياغة مواقف ترامب، مشيرًا إلى أنه أتى لتوظيف التجارة والصناعة الأميركية مع العالم الخارجي؛ ما أدى إلى انزعاج الصين وعديد من الدول.
ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن ترامب جاء ليرتمي في أحضان إسرائيل؛ إلا أن العرب وقفوا له، ما دفعه إلى أن يعدل من مواقفه، ويجب أن نمنحه فرصة حتى الـ100 يوم الأولى.
ووصف تصريحات ترامب عن المسلمين، وعما يسمى “الإرهاب الإسلامي”، بـ “الخاطئة”، قائلًا: “حذرنا كثيرًا من ذكر كلمة إسلام في الحديث عن الإرهاب”.
وتابع أن حديث دونالد ترامب يقلقه، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قوة هائلة وأحيانًا تكون قوة عمياء.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي استقال يجب أن يدفع ترامب إلى إعادة التفكير وتعديل مواقفه.
أعباء منصبه
وحول أعباء منصبه كأمين عام للجامعة العربية أشار إلى أنه كان ينام جيدًا ويقرأ في هدوء قبل توليه المنصب، أما في منصبه الآن فيستيقظ في تمام الخامسة، قائلًا: “المعاش كان متعة، ولم أتوقع إطلاقًا أن آتي إلى منصب أمين الجامعة العربية”.
زيارة دولة قطر
وبسؤاله عن عدم زيارته إلى دولة قطر أجاب: طلبتُ زيارة قطر أكثر من مرة؛ إلا أنه لم يتم الرد بشأن طلب الزيارة بشكل جدي.
العلاقة العربية التركية الإيرانية
ورأى أبو الغيط أن هناك تنافسًا إيرانيًا تركيًا على جنوب المنطقة العربية أو غربها، وأواسط آسيا، مشيرًا إلى أن الدول العربية ترى أن التصدي لإيران يمكن أن ينجح من خلال تركيا.
وأضاف أن الأداء التركي لا ينظر إلا لمصالحه فقط، مشيرًا إلى أن تركيا تهمها وحدة الأراضي التركية، مشيرًا إلى أن العلاقة العربية التركية الإيرانية بالغة التعقيد ويجب أن تعاد صياغتها بعد أن يعود الجسد العربي إلى صحته.