جاءت تصريحات الوزير الإسرائيلي “أيوب قرا” عن إقامة دولة فلسطينية في سيناء بحسب خطة لعبدالفتاح السيسي صادمة.
وقال الوزير الإسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتبنيان في اجتماعهما في واشنطن اليوم الأربعاء خطة عبدالفتاح السيسي الخاصة بإقامة دولة فلسطينية في سيناء وقطاع غزة.
وتهرّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل توجهه إلى الولايات المتحدة الأميركية (الاثنين الماضي) من الإجابة عن تمسكه بحل الدولتين، وقال للصحفيين المرافقين له: “تعالوا معي وستسمعون إجابات واضحة للغاية”.
وقبل ساعات من سفر نتنياهو إلى واشنطن، أبلغ وزيرُ الأمن العام “جلعاد إردان” راديو الجيش أن “جميع أعضاء المجلس الأمني، وفي المقام الأول رئيس الوزراء، يعارضون الدولة الفلسطينية”.
وفي تغريدة له، قال “أيوب قرا” ذو الأصول الدرزية، أمس (الثلاثاء)، إن “ترامب ونتنياهو سيتبنيان خطة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلًا من الضفة الغربية”.
سيف الدولة: أمر مستبعد
قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، رئيس حركة “مصريين ضد الصهيونية”، إن الحديث عن تنازل مصر عن سيناء لصالح إقامة دولة فلسطينية أمرٌ مستبعد.
وأضاف “سيف الدولة” في تصريح خاص لـ”رصد”: “لا تصدقوا هذه الأكاذيب، لا تصدقوا خزعبلات الوزير الصهيوني أيوب قرا؛ فهي لعبة صهيونية قديمة ومحروقة لزرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين”.
وتابع: “حتى لو كان الخبر صحيحًا واتفق السيسي ونتنياهو وترامب على إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلًا من الضفة الغربية فلن يقبل الشعب الفلسطيني ذلك، ولن يتخلّى عن وطنه للصهاينة؛ وإلا فلماذا يقاتلهم منذ قرن من الزمان؟ ولماذا قدم كل هذا العدد من الشهداء؟ وكذلك لن يقبل الشعب المصري بالتخلي عن شبر من سيناء”.
وأشار “سيف الدولة” إلى أنه ما زال يتذكر كيف تم إطلاق ذات الشائعة أثناء العدوان الصهيوني على غزة في نوفمبر 2012 في العملية المعروفة باسم “عمود السحاب”، في وقت كان التعاطف والدعم الشعبي والرسمي مع فلسطين في قمته؛ وذلك بهدف تحويل مشاعر الرأي العام المصري واتجاهه من دعم للفلسطينيين إلى التوجس منهم بسبب أطماعهم المزعومة في استيطان سيناء.
وأشار “سيف الدولة” إلى ما فعله إعلام مبارك أيضًا أثناء العدوان الصهيوني في عملية “الرصاص المصبوب” 2008-2009، وقال إنها “أسطوانة محروقة ومغرضة وخبيثة”، مشددًا على أن الفلسطينيين رفضوا منذ عقود طويلة مشروع الوطن البديل في الأردن، رغم أن وجودهم هناك بالملايين؛ فهل يعقل أن يقبلوا وطنًا بديلًا في سيناء؟”.
الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه
وأكد أن الشعب الذي يرفض الاعتراف بإسرائيل ويقاتلها ويقاومها ويدفع في سبيل ذلك أثمانًا باهظة من الشهداء والأسرى والحصار والتجويع لا يمكن أن يتنازل عن وطنه ويتركه إلى أي مكان آخر حتى ولو كانت أرضًا عربية.
وبيّن “سيف الدولة” أن هذه الشائعة ليست الوحيدة ضد الفلسطينيين؛ فهناك قائمة مشهورة من الأكاذيب ضدهم، مثل أنهم باعوا أراضيهم لليهود وأنهم وراء الأعمال الإرهابية في مصر وأنهم قاموا باقتحام السجون وتهريب المعتقلين إبّان ثورة يناير… إلخ؛ وكلها شائعات تستهدف شيطنتهم ونزع حب فلسطين من قلب المصريين.
وقال “سيف الدولة”: “المتضرر الرئيس من وراء شائعة الوطن الفلسطيني البديل في سيناء هو الشعب الفلسطيني الذي يتم إظهاره بشكل الطامع في أرض سيناء والمتربص بها والمتآمر عليها. في حين أن هذا الشعب الكريم بعيد تمامًا عن هذه الصورة الشيطانية؛ بل إنه يقف رأس حربة في مواجهة العدو الصهيوني ومشروعه يدافع عن الأمة وحيدًا، بعد أن باعته الأنظمة العربية كافة وحاصرته، وبعد أن سجنت شعوبها وحرمت أي دعم شعبي -مصريًا أو عربيًا- للقضية الفلسطينية”.
واختتم “سيف الدولة” حديثه لـ”رصد” قائلًا: “أخيرًا، فإنني لا أستبعد أن يكون إطلاق هذه الأكاذيب اليوم هو خطوة أولى في اتجاه التمهيد لعدوان صهيوني جديد على غزة خلال هذا العام، وربنا يستر”.
مجدي حمدان: الشعب لن يسكت
قال مجدي حمدان، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، تعليقًا على تصريحات الوزير الإسرائيلي بشأن إقامة دولة للفلسطينيين في سيناء، إن التصريح الإسرائيلي في غاية الخطورة وكارثي، خاصة بعد سحب السفير الإسرائيلي سرًا منذ شهر ديسمبر الماضي؛ مما يبعث على التساؤل وأن الأمور إنْ وصلت إلى هذا الحد فإن الشعب لن يقف موقف المشاهد.
وأضاف أن هذا يأتي والرئاسة المصرية أو الخارجية لم تخرجان بتصريح ينافي أو يفند، ويعني أن هذا التصريح صحيح وأن مصر تنهار على يد السلطة الحالية.
وأوضح “حمدان”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن هذا يأتي والرئاسة والحكومة تعلمان جيدًا موقف الشعب المصري من هذه القضية، وأن قضية الأرض لا تراخي معها؛ وهو ما لمسته الحكومة في قضية التنازل عن تيران وصنافير وكيف ضحى الشعب بحريته وآثر الحبس عن التفريط.
واختتم “حمدان” تصريحه لـ”رصد” قائلًا إنه إذا تخطت الأمور فلن يكون السكوت أو الصمت، فعندما تتعلق الأمور بالأرض فهي النهاية.