قال سعد الدين إبراهيم، مدير مركز “ابن خلدون”، إن ما يجري من ممارسات من جانب رجال الشرطة ضد المواطنيين وإطلاق الرصاص عليهم سببه الرئيس التنشئة الاجتماعية لهم وطريقة إعدادهم بكلية الشرطة ومناهجها التي تربي فيهم تضخم الذات ويعتبرون أنفسهم فوق الجميع ويتعاملون مع باقي الشعب باستعلاء شديد وينظرون إليه نظرة احتقار ودونية؛ مما يدفعهم إلى التناول والاعتداء لدرجة إطلاق الرصاص وقتل المواطنين البسطاء بمنتهى السهولة واللامبالاة.
وأضاف سعد الدين إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ”رصد”، أن “ثورة يناير كان لها دور كبير في هذا الشعور المعادي للشعب من جانب الشرطة، وكأن الشرطة عادت لتنتقم؛ خاصة بعد أن تم كسرها هذا اليوم، سواء على المستوى المهني وعدم تقدير وزير الداخلية وقتها حبيب العادلي للموقف ورفضه تدخل الجيش، أو على مستوى حجم المواجهات وتصدي الشعب لها بكل قوة؛ مما دعاها إلى الاستسلام وترك الساحة بالكامل للجيش، وكل هذا ترك أثره؛ فعادت الداخلية أكثر بطشًا وانتقامًا من ذي قبل، ولعل ما يحدث هذه الأيام من قتل مواطنيين أبرياء يؤكد ذلك بوضوح”.
وحول إمكانية علاج مثل هذا الخلل لدى رجال الشرطة، أكد مدير مركز “ابن خلدون” أنه يمكن علاج ذلك إذا توفرت الإرادة؛ ولكن وزارة الداخلية ترفض أي محاولة لذلك، مشيرًا إلى عدة عروض قدمها إلى وزراء داخلية سابقين لعلاج مثل هذه الأمور، من خلال دورات تدريبية وفّرها الاتحاد الأوروبي؛ ولكن تم رفض العروض، مؤكدًا أنه يمكن إصلاح كل ذلك كما حدث في تشيلي وبولندا ورومانيا والجزائر؛ إلا أن المشكلة في الرفض المستمر وتصلّب الداخلية ورفضها لأي محاولة من أي جانب.