جاءت الاحتجاجات الأخيرة بالأحواز في إيران لتعيد قضية هذه المنطقة العربية وأهلها مرة أخرى إلى واجهة الأحداث حيث المعاناة الشديدة والضغوط التي تمارس ضد سكان هذه المنطقة من جانب السلطات الإيرانية، والتي تصل إلى حد التمييز وحرمان السكان هناك من حقوقهم الطبيعية وهو ما يجعل فكرة الاستقلال وإنشاء دولة عربية هناك تتنامى وتزيد كل يوم
وشهد هذا الإقليم العربي في إيران احتجاجات واسعة مؤخرا شارك فيها الآلاف نتيجة للتراكمات السياسية والاقتصادية وممارسات السلطات الإيرانية بحق الأقلية العربية في إيران.
وبدأت سلسلة الاحتجاجات في الأحواز بعد انقطاع الماء والكهرباء عن 12 مدينة أحوازية على الرغم من تصدير الإقليم للطاقة والماء إلى العراق وعدد من المدن والمحافظات الإيرانية الأخرى مثل قم وسمنان وأصفهان.
وهاجم المحتجون سياسات الحكومة الإيرانية التي رفعت نسبة التلوث في مناطقهم بعد تجفيف العديد من مصادر المياه فيها وحرف مسارها الطبيعي ونقلها لمدن إيرانية عبر أنفاق حفرت سرا.
وقال شهود عيان لـ”عربي21″ إن السلطات الإيرانية استدعت القوات الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية لقمع الاحتجاجات في مدينة الفلاحية لينتج عن ذلك سقوط قتيل يدعى حسن البوغبيش بعد إصابته بالرصاص الحي الذي أطلقته الشرطة على المتظاهرين.
وأدى مقتل الشاب إلى خروج أعداد كبيرة من المحتجين إلى شوارع “الفلاحية” وقيامهم بحرق مقار الشرطة فيما أعلنت السلطات الإيرانية حالة الطوارئ وفرض طوق أمني على المدينة واستدعاء قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري لإنهاء حالة الاحتجاج.
ووصلت احتجاجات الأحوازيين على مقتل الشاب إلى مقر محافظ الأحواز وسط مطالبات بطرد المسؤولين من أصول “فارسية” واستبدالهم بمسؤولين من العرب الأحوازيين بهم لقدرتهم على تفهم هموم ومشاكل السكان، بحسب نشطاء.
ونقل نشطاء أحوازيون لـ”عربي21″ من داخل المدن التي تشهد الاحتجاج مناشدات لإيصال صوتهم إلى العالم وقالوا إن “النظام الإيراني يعامل العرب كمواطنين من الدرجة الثانية في الأحـواز”.
وأشاروا إلى أن الأحوازيين “يعانون من تهميش وإقصاء وتفقير وتجهيل وتهجير ممنهج ويمثل سياسات استعمارية لم يسبق لأي دولة معاملة أبنائها بهذا الأسلوب وبهذه السياسة إلا إذا كانت دولة احتلال أجنبي”.
ولفت النشطاء إلى أن النظام الإيراني يحرمهم من الثروات الطبيعية التي توجد في أرض الأحواز من نفط وغاز طبيعي ويقدمها للنظام السوري والحوثيين، مشيرين إلى أنه لو أنفقها داخل الأحواز فإن مشاكلهم الحياتية ستحل.
وأبدت أحزاب بلوشية وكردية وتركية وأذرية تأييدها لاحتجاجات الأحوازيين العرب عبر رسائل بعثت بها من المنفى.
ورأى مراقبون أن خروج العديد من المدن الأحوازية للاحتجاج على غرار ما تشهده الفلاحية وعاصمة الأحواز ردا على الممارسات الإيرانية مع العرب يمكن أن يؤدي لإطلاق شرارة انتفاضة جديدة كالتي شهدتها الأحواز عام 2005.
وقال نشطاء أحوازيون إن السلطات الإيرانية بدأت باستدعاء مشايخ القبائل الأحوازية ومطالبتهم باحتواء الأزمة بعيدا عن تحقيق مطالب المحتجين.