أثار الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الجدل والازمات منذ توليه منصب رئاسة الولايات المتحدة الاميركية، في 21 يناير من العام الجاري، ولم تكن تلك الأزمات في الشأن الداخلي فقط بل طالت العلاقات الخارجية، والتي ساءت مع عدد من الدول بسبب قراراته وتصريحاته العنصرية.
وخلال ثلاث أسابيع هي عمر مدته الرئاسية حتى الآن، انفجرت عدد من الأزمات نرصد أبرزها:
حظر الهجرة
وقع “ترامب” في 27 من يناير، مرسوما، قرر فيه حظر دخول الولايات المتحدة الأميركية من قبل مواطني 7 دول مسلمة اتهمهم بتصدير الإرهاب إليهم، مما أثار فوضى عارمة في المطارات الأميركية والتي فوجيء المواطنون بمنعهم وترحيلهم إلى البلاد التي أتوا منها، لتثار بذلك أكبر أزمة أثرت في عدد كبير من الدول، سواء المعنية بالقرار أو المتعاطفة مع اللاجئين.
عقب القرار، بدأت المظاهرات في الولايات المتحدة الأميركية، رفضًا له ودعمًا للاجئين، والتي انتشرت في عدد من عواصم الدول الاوروبية، حتى بعد أن ألغى قاضي فيدرالي أمريكي كافة قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالهجرة على كافة أراضي أمريكا.
وبموجب قرار القاضي جيمس روبارت، في 4 فبراير، يسمح لجميع المواطنين الذين مُنعوا من دخول الولايات المتحدة إلى الولوج إلى هناك بشكل طبيعي.
وتلا قرار روبارت، عدد من قرارات للمحاكم الاميركية، وأكدته محكمة استئناف في سان فرانسيكو في التاسع من شباط/فبراير.
أزمة إيران
وقام “ترامب” بفرض عقوبات جديدة على مجموعة من الأفراد والكيانات الذين تربط بعضهم صلات بالحرس الثوري الإيراني. قائلا عبر تويتر إن “إيران تلعب بالنار” و”هم لا يقدرون مدى (طيبة) الرئيس أوباما معهم. ولست هكذا!”.
وعلق “خامنئي”، خلال لقاء مع ضباط القوى الجوية الإيرانية في طهران، على تصريحات ترامب وعقوباته، بأن الشعب الإيراني سيرد على تهديدات ترامب خلال ذكرى الثورة الإيرانية في العاشر من فبراير الجاري، وسيعبّرون عن موقفهم بشأنها، مؤكدًا أن تهديدات واشنطن “لا تخيفهم”.
جدار المكسيك
ووقع “ترامب” يوم 25 يناير، مرسوماً لبدء مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية، تنفيذاً للوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية.
وقال ترامب، أن على المكسيكيين دفع تكاليف البناء، الأمر الذي اعترض عليه الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو.
وقال ” بينا نييتو” في رسالة وجهها لمواطنيه إن “بلاده لن تدفع كلفة بناء جدار دونالد ترامب على الحدود”.
ودعا رفض المكسيك تصريحات ترامب بإلزمهم بدفع التكاليف، إلى إلغاء الزيارة التي كانت مقررة في 31 يناير، من ” بينا نييتو” إلى الولايات المتحدة الاميركية، بعد أن كتب ترامب على صفحته الشخصية على موقع “تويتر” : “إذا كانت المكسيك غير مستعدة لدفع ثمن الجدار، فإنه سيكون من الأفضل أن تلغى اللقاء المرتقب بيننا”.
ورد بينا نييتو، على تغريدة ترامب معلنًا أن المكسيك لن تدفع تكالف هذا الجدار.
أستراليا وأسوأ مكالمة
واختصر “ترامب”، مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول، بعد تطرقها إلى اتفاقية إعادة توطين اللاجئين الموقعة بين البلدين، حيث كان من المفترض أن تستمر لمدة ساعة، لكن ترامب أنهاها فجأة بعد 25 دقيقة.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن ترامب وصف المكالمة بأنها “الأكثر سوءا” من بين المكالمات التي أجراها مع قادة العالم في ذلك اليوم.
وكتب ترامب تغريدة على موقع تويتر قال فيها إنه “سيدرس هذا الاتفاق الغبي”.
وبموجب الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، سيُعاد توطين 1250 شخصا من طالبي اللجوء إلى استراليا، في الولايات المتحدة.
فلين يغادر البيت الأبيض
قدّم “فلين” اعتذاره، أمس إلى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس عن تضليله بشأن اتصالاته بمسؤولين روس؛ حيث إنه أبلغه سابقًا أنه لم يناقش العقوبات الأميركية على موسكو مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك، بخلاف الحقيقة.
ووافق البيت الأبيض على مغادرة “فلين” للمنصب بعد ساعات من تصريح قال فيه إنه يراجع الموقف ويُجري محادثات مع نائب الرئيس مايك بنس، على خلفية فضيحة الاتصالات مع الروس.
وجاءت الموافقة على استقالة العضو الأبرز في الفريق الرئاسي بعد معلومات تسربت حول تحذير وزارة العدل للبيت الأبيض الشهر الماضي بأنه إذا اتضح أن “فلين” خالف القانون وناقش ملف العقوبات مع السفير الروسي فإن ذلك قد يعرضه إلى الابتزاز من قبل الروس.
وقال المتحدث باسم الكرملين في اليوم التالي قائلاً “إنها مسألة داخلية تخص الولايات المتحدة ولا علاقة لنا بها”.
ولم يتوقف ترامب فقط عند مهاجمة عدد من الدول بقراراته وتصريحاته، بل امتدت لفنانين وقضاة وغيرهم، استهدفهم من منصته على موقع “تويتر”، فهاجم الممثلة الهوليودية ميريل ستريب عقب خطابها، في حفل “جولدن غلوب”، الذي هاجمت فيه ترامب، ووصفها في تغريدات بأنها شخصية “مبالغ فيها”.
كما هاجم القاضي الذي علق قرار حظره دخول اللاجئين، ووصف حكمه بانه مسيس، وسخيف وسيتم إلغاؤه.
ووصف ترامب صحيفة “نيويورك تايمز” بأنها مخادعة، عقب توليه منصب الرئاسة، واتهمها بنشر الإشاعات والاخبار الكاذبة.