قالت القناة الثانية العبرية، تحت عنوان “العلاقات طيبة لكن الخطر أكبر”، إن “هناك عددًا من التساؤلات التي تدور حول سحب السفير الإسرائيلي من القاهرة لدواعٍ أمنية”.
وأضافت: “صحيح أنه ليس شيئًا لطيفًا أن نرى سفارة إسرائيل مغلقة في مصر؛ إلا أن ضباط الأمن التابعين لوزارة الخارجية الإسرائيلية توصلوا إلى استنتاج، ألا وهو أن السفير معرض إلى خطر كبير”.
وتابعت: “السفير ديفيد جوفرين وطاقمه الصغير يعملان منذ أسابيع من القدس، مجال عملهما كان مقيدًا ومحددًا، والملفات الجدية مع القاهرة يديرها رجال وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وكذلك المحامي يتسحاق مولخو كاتم أسرار بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب”.
وحول العلاقات الطيبة مع القاهرة، أكدت أنها “ستستمر، ولا بد من أن تحدونا الآمال في أنه في مرحلة ما ستنتهي التحذيرات، ويمكن للسفير جوفرين زيارة القاهرة كما اعتاد كثير من السفراء السابقين له منذ انقضاض الجماهير على مقر السفارة في سبتمبر 2011”.
وأكملت: “خلفية سحب السفير الإسرائيلي كانت تفاقم عمليات الإرهاب في مصر والصعوبة التي تلاقيها أجهزة الأمن المحلية في وقف العمليات التخريبية. لقد فجر داعش منذ شهور الكنيسة البطرسية، ومنذ يوليو الماضي نُفّذت سلسلة من العمليات لتنظيم جديد يدعى (حسم)، وهو ذراع جماعة الإخوان المسلمين المتمردة على قيادتهم العتيقة، وهناك أيضًا أربعة تنظيمات إرهابية أخرى تعمل في مناطق متعددة في الدولة المصرية”.
وأردفت: “الأهداف المركزية لهذه العمليات هي ضباط الشرطة ووزارة الداخلية؛ لكن يبدو أن هناك مخاوف من أن يتم توجيهها أيضًا صوب السفارة الإسرائيلية. الضائقة الاقتصادية في مصر عقب إلغاء الدعم مقابل قرض صندوق النقد الدولي البالغ 12 مليار دولار لا تحقق الاستقرار هناك”.
ولفتت إلى أن “العلاقات مع مصر في تحسن، القاهرة تريد تشجيع السياحة من تل أبيب وحج الأقباط للقدس، ويتحدث المصريون بجدية عن الشراكة في نقل الغاز، وإضافة إلى ذلك هناك تنسيق وطيد في الحرب ضد (ولاية سيناء) الداعشي، والقاهرة لا تترد في الثناء على السلام مع تل أبيب وإضافة فصل عن هذا الأمر في المنهج الدراسي”.
واختتمت بقولها: “رغم ذلك، فإن المناخ الجماهيري ما زال معاديًا لتل أبيب والسفير الإسرائيلي، وهو ملزم بالعمل والعيش تحت تأمين مكثف والتحرك في موكب. لا يمكن القول إن جوفرين يستمتع بمنصبه؛ لقد تطوع لهذه المهمة ونتمنى له أن يحظى بإكمالها وإتمامها للنهاية”.
ومن جانبه، عقّب يتسحاق لفانون، سفير تل أبيب الأسبق بالقاهرة، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، على سحب السفير الحالي ديفيد جوفرين وعمله من القدس لدواع أمنية قائلًا: “هناك شعور مستمر من الإحساس بالخطر، عندما كنتُ مؤمنًا من قبل المصريين طوال الوقت هذا كان يمنحني شيئًا من الأمان لكي أؤدي عملي كدبلوماسي؛ لكنك دائمًا تفكر في الخطر أنه جزء من حياتك اليومية”.
وصرح مسؤول في الخارجية الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية سحبت سفيرها في مصر ديفيد جوفرين منذ أسابيع لدواع أمنية، حسبما نشرت صحيفة تلغراف البريطانية.
ورفض المسؤول في الخارجية الإسرائيلية الخوض في تفاصيل سحب السفير وأسبابها، وتحدث شريطة عدم كشف هويته لحساسية الموضوع، مشيرًا إلى أن جوفرين يقوم بأعماله من تل أبيب.
وعُيّن جوفرين سفيرًا لإسرائيل بمصر في صيف 2016 بعد أن طلب سلفه إعفاءه من منصبه بسبب ”القيود الأمنية الشديدة”، حسبما أفادت صحيفة هآرتس حينها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن السفراء الأجانب يتحركون بسهولة نسبية في القاهرة؛ إلا أن السفير الإسرائيلي يكون مصحوبًا بحراسة أمنية مشددة لدى أي تحرك.
ووفقًا للتلغراف، فإن سحب السفير من القاهرة سرًا يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مصر والأردن البلدين اللذين لهما علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.