أكد مسؤول بوزارة الخارجية ما نشرته صحيفة “التلجراف البريطانية” اليوم الثلاثاء عن سحب “إسرائيل” لسفيرها في مصر منذ عدة أسابيع ”لدواعٍ أمنية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر -لم تكشف عن هويتها- قولها إن “السفير يعمل الآن من القدس”، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تأمل في أن يتمكن ديفيد جوفرين سفير إسرائيل من العودة إلى القاهرة قريبًا.
وقال المسؤول، في تصريحات صحفية، إن السفير الإسرائيلي في القاهرة ديفيد جوفرين ”خرج” من البلاد أواخر ديسمبر الماضي.
كما رفض المسؤول الخوض في تفاصيل سحب السفير وأسبابها، وتحدث شريطة عدم كشف هويته لحساسية الموضوع.
ويُشير موقع السفارة الإسرائيلية في مصر إلى أن السفير زار متحف القاهرة في نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك الحين لم ترد أية أخبار عن أنشطة لدافيد جوفرين.
قيود أمنية
عُيّن جوفرين سفيرًا لإسرائيل في مصر الصيف الماضي، بعد أن طلب سلفه إعفاءه من منصبه بسبب ”القيود الأمنية الشديدة”، حسبما أفادت صحيفة هارتس في ذلك الحين.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن السفراء الأجانب يتحركون بسهولة نسبية في القاهرة؛ إلا أن السفير الإسرائيلي يكون مصحوبًا بحراسة أمنية مشددة في أي تحرك.
وقالت الصحيفة إن “جوفرين” يتحدث العربية بطلاقة ويكتب رسالة دكتوراه عن الليبرالية العربية.
ولفتت التلجراف إلى أن أول من أورد سحب “إسرائيل” سفيرها في القاهرة كان المحلل السياسي المصري أمين المهدي، الذي يتمتع باتصالات وثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين.
توترات بين مصر و”إسرائيل”
كشف المحلل السياسي أمين المهدي عن غياب السفير الإسرائيلي في القاهرة عبر تدوينة نشرها على حساب بموقع الفيس بوك.
وذكر المهدي، الذي يرتبط بصلات مع مسؤوليين إسرائيليين، أنه “لا يعتقد أن سحب السفير تمَّ لأسباب أمنية؛ وإنما جاء نتيجة لتوترات بين مصر وإسرائيل”.
وتابع المحلل المصري أنه “يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كانا على خلاف بشأن غزة وحدودها مع مصر، وأدى ذلك إلى سحب السفير دافيد جوفرين”.
ونفى المسؤولون الإسرائيليون وجود دوافع سياسية وراء سحب السفير.
ووفقًا للتلجراف، تسلّط القضيةُ الضوء على الصعوبات التي تواجهها البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مصر والأردن، اللذان لهما علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل تأسست في 1980م، بعد 30 عامًا من الحروب أعقبها “سلام بارد”.
وأبرمت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979م، بوساطة أميركية، وهي المعاهدة التي ترفضها قطاعات عريضة من الشعب المصري بالنظر إلى أن “إسرائيل” قائمة أساسًا على الأراضي الفلسطينية.
كما أشارت الصحيفة إلى أحداث السفارة الإسرائيلية في 2011م التي نقلت “إسرائيل” بعدها مقر سفارتها من الجيزة بجوار كوبري الجامعة إلى حي المعادي في القاهرة، حيث مقر إقامة السفير.
والشوارع المؤدية إلى السفارة مغلقة، وهناك حراسة أمنية مشددة وانتشار كثيف لقوات الأمن في المنطقة المحيطة.