شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

راعي الأطفال.. “لوس أنجلوس تايمز” تبرز قصة إنسانية بطلها مسلمٌ ليبيّ

راعي الأطفال.. “لوس أنجلوس تايمز” تبرز قصة إنسانية بطلها مسلمٌ ليبيّ
"أعرف أنهم ذاهبون إلى الموت". أبٌ يتولى فقط رعاية الأطفال المرضى الميؤوس من شفائهم. إنها قصة إنسانية عجيبة، تأكّد أنك ستقرؤها للمرة الأولى في حياتك. قصة رجل له قلب، قرّر أن يهب ما فيه من حب وحنان لإسعاد أطفال مرضى في آخر

“أعرف أنهم ذاهبون إلى الموت”. أبٌ يتولى فقط رعاية الأطفال المرضى الميؤوس من شفائهم.

إنها قصة إنسانية عجيبة، تأكّد أنك ستقرؤها للمرة الأولى في حياتك. قصة رجل له قلب، قرّر أن يهب ما فيه من حب وحنان لإسعاد أطفال مرضى في آخر أيام حياتهم.

لقد كان “محمد بزيك” يعرف جيدًا أن هؤلاء الأطفال في طريقهم إلى الموت، لكنه قرر منذ عقدين من الزمان أن يتولى هذه المهمة: مهمة “الأب الراعي” لهؤلاء الأطفال المرضى والميؤوس تمامًا من شفائهم. وخلال 20 عامًا، دفن 10 أطفال ماتوا وهم في رعايته، بعضهم مات بين ذراعيه، بحسب ما نشرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية.

والآن، في مدينة لوس أنجلوس، يقضي “بزيك” أيامًا طويلة وليالي بلا نوم في رعاية طفلة تبلغ من العمر ستّ سنوات، طريحة الفراش؛ نتيجة معاناتها من خلل نادر في وظائف المخ؛ الأمر الذي ترتب عليه إصابتها بالعمى والصمم، وكذلك الشلل في أطرافها الأربعة، بحسب الصحيفة الأميركية ذاتها.

وكل ما يريده “بزيك”، وهو ليبي مسلم، أن تعرف هذه الطفلة أنها ليست وحدها في هذه الحياة. ويقول: “إني أعلم أنها لا تسمع ولا ترى؛ ولكن أنا أتحدث إليها دائمًا وألمس يدها وألعب معها، فهي لديها روح ومشاعر وإحساس. إنها إنسانة”.

ومن جهتها، تقول روزيلا يوسف، مسؤولة في إدارة المقاطعة لخدمات الأطفال والأسرة، إنه يوجد حوالي 35 ألف طفل يخضعون للمراقبة من قبل إدارة المقاطعة؛ منهم حوالي 600 طفل تتم رعايتهم في دائرة الخدمات الطبية التي تخدم ذوي الاحتياجات الطبية الشديدة.

وتضيف روزيلا يوسف: “هناك حاجة ماسة إلى تعزيز مهمة (الأب الراعي) لهؤلاء الأطفال، ولكن لا يوجد لدينا سوى بزيك واحد”، بحسب ما ورد في صحيفة لوس أنجلوس تايمز.

وتذْكر روزيلا يوسف أن “بزيك هو الأب الراعي، أو (المحتضن) الوحيد في المقاطعة؛ وعندما نجد مثل هذه الحالات عادة ما نكلمه. ولكن، في آخر مرة تواصلنا معه في ديسمبر الماضي رفض بأدب استقبال الحالة؛ لانشغاله مع حالة أخرى للفتاة ذات الستة أعوام”.

وتولى “بزيك” رعاية هذه الطفلة منذ كان عمرها شهرًا واحدًا، وقبلها تولى الرجل الليبي رعاية ثلاثة أطفال آخرين بنفس حالتها.

وجاء “بزيك” من ليبيا إلى الولايات المتحدة عندما كان طالبًا جامعيًا عام 1978. والآن، وبعد مرور سنوات طويلة، أصبح رجلًا سمينًا بلحية طويلة، يبلغ من العمر 62 عامًا، له صوت خافت، وقلب لم يشهد العالم له مثيلًا.

وتقول الصحيفة الأميركية إنه بعد سنوات من الحياة في أميركا، وعن طريق صديق مشترك، التقى “بزيك” بزوجته، وكانت هي أيضًا تقوم بنفس ما يقوم به بزيك منذ بداية الثمانينيات، قبل أن تلتقي بزوجها.

لا أحد يدري من أين يستمد بزيك القوة ليتمكن من الاستمرار في هذا العمل الإنساني غير المسبوق لسنوات طويلة؛ ولكن الأقسى من ذلك ما مر به بزيك عند لحظات وفاة الأطفال الذين يرعاهم، وكانت أول تجربة وفاة يعيشها عام 1991 لطفلة لم تتم عامها الأول بعد.

المصدر 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023