على الرغم من التكلفة الضخمة لإنشاء القبة الحديدية لحماية الاحتلال من الصواريخ الموجهة لهم؛ فإنها على مدار ستّ سنوات لم تنجح في صد النسبة الكبرى منها.
وكشفت تقارير صحفية عديدة عن أن القبة الحديدية الإسرائيلية لا تزال تثبت فشلها يومًا بعد يوم، بعد فشلها في الاعتراض الكامل للصواريخ التي أطلقت يوم الأربعاء 8 فبراير من شبه جزيرة سيناء المصرية على مدينة إيلات الإسرائيلية.
وبحسب “سبوتنك”، فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أصدر بيانًا يشير فيه إلى اعتراض منظومة صواريخ “القبة الحديدية” ثلاثة صواريخ تم إطلاقها من صحراء سيناء إلى مدينة إيلات جنوبي إسرائيل.
فيما أفادت تقارير صحفية نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن منظومة “القبة الحديدية” اعترضت ثلاثة صواريخ من أصل سبعة صواريخ تم إطلاقها من صحراء سيناء، التي أعلن “داعش” تبنيه لعملية الإطلاق.
ما هي القبة؟
منظومة دفاع جوي متحركة، من تصميم شركة “رفائيل”؛ مهمتها اعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي تبدأ من 4 إلى 70 كيلومترًا، وقذائف المدفعية من عيار 155 ملم فما فوق.
وتعتمد المنظومة على بطاريات صواريخ “باترويت” الأمريكية، وتم نشرها للمرة الأولى في أواخر عام 2010 بتكلفة وصلت إلى 210 ملايين دولار أمريكية؛ وتم نشرها بالأساس لمواجهة الصواريخ المطلقة من قطاع غزة، وبالأخص صواريخ “غراد” و”فجر 5″.
وتتكون القبة من 3 عناصر رئيسية:
1- رادارات للكشف والتتبع.
2- غرفة إدارة المعركة والتحكم المسؤولة عن إطلاق الصواريخ من منصة الإطلاق.
3- منصات إطلاق الصواريخ التي تحوي بطاريات بها نحو 20 صاروخًا من نوع “تامير”، وتحتوي المنظومة كلها على نحو 600 صاروخ تامير موزعة على أرجاء القبة.
تكلفة باهظة
قالت مجلة “ديفينس نيوز” الأمريكية، المعنية بأخبار الأسلحة، إن أبرز عيوب منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية هو تكلفتها الباهظة؛ حيث تبلغ تكلفة المنظومة الواحدة منها المكونة من ثلاث منصات إطلاق نحو 55 مليون دولار، فيما يبلغ سعر الصاروخ الواحد 40 ألف دولار.
عيوب وقصور
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه مع هذه التكلفة الباهظة للمنظومة؛ إلا أنه ظهر فيها عيوب عديدة، منها أنه لا يمكن أن تعترض قذائف الهاون عيار 120 ملم وما دون ذلك.
كما أن هذه المنظومة لا يمكنها تدمير أي صاروخ في مسافة تقل عن أربعة كيلومترات؛ بسبب قصر مسافة الإنطلاق الخاصة بالمنظومة.
ولا يمكن لهذه “القبة الحديدية” أن تتعامل مع الصواريخ المستوية ذات المدى المنخفض الذي يقل عن مدى بطاريات الصواريخ.
تعتمد بصورة كبيرة على يقظة الجنود في التحكم في إطلاق الصواريخ الاعتراضية، ولا توجد فيها تقنية آلية تضبط عملية الإطلاق.
مظاهر القصور
نشرت مصادر عربية تقارير حول أبرز مظاهر قصور منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، وهو أنها فشلت في إيقاف الصواريخ المنطلقة من سيناء كافة إلى مدينة إيلات.
كما أن المنظومة فشلت أيضًا في التصدي لعدد كبير من الصواريخ المطلقة من قطاع غزة، والتي تسببت في تعطيل حركة الملاحة الجوية في مطار “بن غوريون” بالعاصمة تل أبيب عام 2014 وعطّلت نحو 19 رحلة جوية؛ ما تسبب في أضرار اقتصادية بالغة لإسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي في إحصائية رسمية نشرت عام 2015 أنه أطلق من غزة نحو 3360 صاروخًا، أسقطت منظومة القبة الحديدية 584 صاروخًا منها، وسقط منها 115 في مناطق مأهولة، و2542 في مناطق مفتوحة، فيما سقط 119 داخل القطاع بالخطأ.
كما أوضحت هذه الإحصائيات أنه أطلق 112 صاروخًا على تل أبيب، اعترضت المنظومة 60 منها بواسطة القبة، فيما سقط 52 منها في مناطق مفتوحة.