علّق الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي ورئيس حركة “مصريين ضد الصهيونية”، على أنباء قصف “ولاية سيناء” -التابعة لتنظيم الدولة- مدينة إيلات في جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن هناك تضاربات حول أخبار الحادث؛ أولها أن القبة الفولاذية في إسرائيل قد تصدّت بنجاح لثلاثة صواريخ انطلقت من مصر إلى إيلات.
وأضاف، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن “الخبر الثاني عن قصف جوي لأنفاق على الحدود المصرية الغزاوية أدى إلى استشهاد فلسطينيين، كما ذكرت بعض المواقع الإخبارية أن طائرات إسرائيلية هي التي قامت بالقصف ردًا على صواريخ إيلات، بينما لم تؤيد أي مصادر رسمية مصرية أو إسرائيلية هذا الخبر الأخير أو تنفيه”.
وتابع قائلًا: “إلى أن تتكشف الحقائق فيما حدث فإننا أمام عدة احتمالات:
الاحتمال الأول يأتي من محاولة التعرف على الأهداف الحقيقية الكامنة وراء قصف إيلات من الأراضي المصرية، ولماذا في هذا التوقيت؛ خاصة وقد تجنّبتْ الجماعات الإرهابية في سيناء منذ سنوات طويلة أي اشتباك مع إسرائيل، ووجهت كل عملياتها إلى القوات المصرية؛ وهو ما كان مصدر شك وريبة كبيرًا في وجود علاقة بين هذه الجماعات وبين إسرائيل”.
واستطرد: “فإذا جاءت اليوم وأطلقت صاروخين على الأراضي المحتلة فإن أحد الاحتمالات أن ذلك تم بتنسيق مع إسرائيل بهدف إعطاء ذريعة لها لرد عسكري إسرائيلي على الأراضي المصرية، كضرب للأنفاق؛ ما يُحرج مصر وينتهك سيادتها، كما يفتح الباب لإسرائيل مرة أخرى للمطالبة بتدويل قضية الأمن في سيناء”.
وبيّن “سيف الدولة” أن الاحتمال الثاني أن يكون ما حدث اليوم في سيناء وإيلات، وما حدث في الأيام الماضية من اعتداءات إسرائيلية على غزة، يأتي في إطار خطوات تمهيدية إسرائيلية لشن عدوان أو حرب إسرائيلية جديدة على القطاع، يماثل حروب 2008 و2009 و2012 و2014، مستفيدة من الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، التي يتوقع عدد من المراقبين أنها ستسعى إلى تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.
واستكمل “سيف الدولة” تصريحاته قائلًا: “الاحتمال الثالث أن يكون إطلاق الصواريخ تعبيرًا عن حالة من الضعف واليأس التي أصاب الجماعات الإرهابية هناك؛ ما اضطرهم إلى اللجوء إلى طريقة صدام حسين -مع الفارق- في حرب الكويت حين أطلق صواريخه في عملية استعراضية على إسرائيل في يناير 1991 لمحاولة كسب تأييد الرأي العام العربي في مواجهة القوات العسكرية الأمريكية والدولية التي احتشدت لضربه والعدوان عليه”.
وأشار إلى أن الاحتمال الرابع “الذي لا أستبعده أيضًا، أن تكون الحكاية كلها مرتبة ومتفقًا عليها؛ بحيث يتم التصعيد على الحدود المصرية (الإسرائيلية) من أجل إجهاض أي حراك شعبي أو دعوات العصيان المدني التي دعت إليها بعض قبائل العريش يوم السبت القادم 11 فبراير”.
وأكد “سيف الدولة” أنه في جميع الأحوال علينا أن نتوقع -إن عاجلًا آو آجلًا- عدوانًا صهيونيًا جديدًا على أهالينا في فلسطين، كما علينا أن نعمل على إحياء كل جهود دعم فلسطين ومقاومة إسرائيل والصهيونية والتطبيع وفضح مطالب “كامب ديفيد” وكوارثها وما يدور من تنسيقات وتفاهمات مصرية إسرائيلية غير مسبوقة، وأن نعدّ الردود المناسبة فيما لو قرر الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة إلى القدس، وكذلك لما يدور الآن من ابتلاع المستوطنات الإسرائيلية لما تبقى من أرض فلسطين.
وشدد “سيف الدولة” على أن الأسابيع والشهور القادمة تستدعي تواصل كل محبي فلسطين وكل رافضي المشروع الأمريكي الصهيوني واصطفافهم.