كان الأمر التنفيذي لإدارة ترامب بحظر دخول اللاجئين السوريين أمريكا لأجل غير مسمى، وكذلك الحظر المؤقت أمام مواطني سبع دول إسلامية، بمثابة تذكير لنا بأن الهجرة كانت قضية تشهد تنافسًا شديدًا في السياسة الأمريكية في أوقات مختلفة في القرنين الـ19 والـ20، بحسب تقرير نشره موقع “ريل كلير وورلد” الأمريكي.
فإذا كان هذا موقف الإدارة الأمريكية من اللاجئين، فكيف يرى الغرب هذه القضية؟ وكيف يفكر الغرب في اللاجئين القادمين لبلادهم هربًا من نيران حروب مستطيرة تهدد حياتهم في بلادهم الأصلية؟
تثير عواصف من اللاجئين القادمين إلى الغرب أسئلة كثيرة حول الأثر الاجتماعي للوافدين الجدد وتأثير التنوع الثقافي، وما سيكون معيار أن تكون “أمريكيًا” حقيقيًا، بحسب الموقع الأمريكي نفسه.
لقد كان من السهل بعد الضجة التي ثارت في أمريكا والعالم نتيجة قرار ترامب أن ننسى أن المناقشات بشأن اللاجئين ومشكلة الهوية الوطنية أقلقت مجتمعات عديدة؛ لا سيما في أوروبا.
ويذكر الموقع الأمريكي أنه على الرغم من أن أمريكا من المفترض أن تكون بلد الحرية التي تفتح أبوابها أمام الوافدين وترحب بالتنوع العرقي والثقافي على أرضها؛ إلا أن الرأي العام الأمريكي كثيرًا ما يعارض قبول أعداد كبيرة من اللاجئين.
ويستمر تقرير “ريل كلير” في توضيح نظرة الغرب للاجئين، حيث يقول إنه “في يناير عام 2017 قال 46% من الأمريكين إنهم يرون أن الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين يفرون من سوريا والعراق يشكلون تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة”.
وفي وقت سابق، تحديدًا في أكتوبر 2016، قال 54% من الناخبين المسجلين إن الولايات المتحدة لا تملك المسؤولية التي تجعلها تستقبل اللاجئين من سوريا.
وإضافة إلى ذلك، تشير استطلاعات الرأي العام الأمريكية من عقود سابقة إلى أن الأمريكيين عارضوا إلى حد كبير الاعتراف بأعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من الحرب والاضطهاد.
فعلى سبيل المثال؛ في عام 1958 رفض 55% من الأمريكيين خطة للاعتراف بـ65 ألف لاجئ ممن هربوا من النظام الشيوعي في المجر، وفي عام 1979 في أعقاب حرب فيتنام رفض 62% خطة الحكومة لمضاعفة عدد اللاجئين القادمين كل شهر من الهند الصينية.
ويضيف الموقع الأمريكي أن الأمريكيين ليسوا وحدهم من يشعرون بالقلق حول اللاجئين.
فاليوم، العديد من الأوروبيين يشعرون بالقلق من المخاطر الأمنية التي تشكلها الموجات الأخيرة من اللاجئين القادمين من منطقة الشرق الأوسط؛ ففي ربيع عام 2016 أعرب 76% من الهنغاريين و71%من البولنديين ونحو ستة من كل عشرة هولنديين (61%) والألمان (61%) والإيطاليين (60%) أن اللاجئين القادمين من سوريا والعراق يزيدون من احتمالات الهجمات الإرهابية في بلادهم.