يُسيطر على ترامب وإدارته هوسٌ تجاه إيران، ورفضٌ مطلقٌ لكل ما يتعلق بها، واتجاهٌ قويٌّ تتَّبِعُه هذه الإدارة لمحاربة كل ما هو إيراني. ويعتبر أحد أكثر المؤشرات المباشرة لفشل دونالد ترامب أو رفضه لفهم القضايا المتعلقة بإيران ما ورد في تغريدة كتبها الأسبوع الجاري يقول فيها: “كان ينبغي على الإيرانيين أن يكونوا شاكرين لهذه الصفقة الرهيبة التي عقدتْها معهم أمريكا”، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع “لوب بلوغ فورين بوليسي” الأمريكي.
ويطرح الموقعُ الأمريكي مجموعة من التساؤلات مثل: “هل وجب على إيران أن تكون شاكرة فيما كانت تتعرض إلى الحصار؟ هل وجب أن تشعر بالامتنان لأمريكا فيما كان يتم فرض العقوبات الاقتصادية عليها؟”، مضيفًا أن إيران حصلت فقط على بعض الراحة من خلال خوضها مفاوضات طويلة ومرهقة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ومما يؤكد سيطرة الوهم الإيراني على ترامب أيضًا تغريدة نشرها تقول: “إن إيران كانت في مراحلها الأخيرة” -وهي في حقيقة الأمر لم تكن كذلك- بعد أن عانت سنوات من العقوبات، وإن أمريكا مدتها بشريان الحياة بعقد صفقة نووية معها.
يذكر أن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع مجموعة”5+1″ ينظم رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود، ويسمح لها بتصدير أسلحة واستيرادها مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية، وقبولها زيارة مواقعها النووية؛ ويأتي استكمالًا لاتفاق لوزان، وتم عقد الاتفاق في 14 يوليو 2015م أثناء تولي الرئيس السابق باراك أوباما رئاسة أمريكا، كما ينص الاتفاق على الإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
وفي محاولة تفسير التوقيت الذي اختاره ترامب لإطلاق تصريحاته بخصوص إيران، يرى الموقع الأمريكي أن ترامب بالتأكيد يحاول التغطية وتحويل الانتباه بعيدًا عن أمر آخر أكثر أهمية، وهو في التوقيت الحالي يعتبر قرار ترامب بحظر دخول اللاجئين السوريين لأمريكا إلى أجل غير مسمى وحظر سفر مواطني 7 دول إسلامية إلى أمريكا مؤقتًا.
ويحاول ضابط الاستخبارات السابق غريغ تيلمان تسليط الضوء على أهم النقاط التي تفسر محاولة إثارة زوبعة بخصوص الصواريخ الإيرانية مؤخرًا؛ حيث يتم استخدام ذلك كوسيلة ضغط على إيران- مثل العقوبات الاقتصادية تمامًا- لإجبارها على مراجعة اتفاقها النووي مع أمريكا وإجراء بعض المفاوضات.
ويلخص تيلمان على النحو التالي البيئة التي يواجهها مخططو الدفاع الإيراني؛ حيث يؤكد أن الصواريخ الإيرانية هي أعراض وليست سببًا لانتشار الصراع والأسلحة في الشرق الأوسط، فبعد حروب كثيرة تدور في المنطقة يجب على كل دولة تسليح نفسها جيدًا؛ بحسب الموقع الأمريكي نفسه.
وفي النهاية، يذكر “لوب بلوغ فورين بوليسي” عدة دوافع تدفع إدارة ترامب إلى مسار تصادمي مع إيران؛ مثل تأييد ترامب المطلق للحكومة اليمينية في إسرائيل، والنظرة السلبية العامة تجاه إيران، وإرث استخدام المعارضة للاتفاق النووي كوسيلة لمعارضة باراك أوباما في كل منعطف.
