انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشدّة تدخّل إيران في العراق، قائلًا إنها عززت نفوذها فيه رغم ما أنفقته الولايات المتحدة هناك.
وردّت طهران بأنها ماضية في تطوير برنامجها الصاروخي وأن تهديدات ترمب لها غير مجدية، وأن عليه أن يسأل كيف مُرِّغ أنف أمريكا بالتراب في العراق.
وتبعث التصريحات النارية المتبادلة بين إيران والإدارة الأمريكية الجديدة على الاعتقاد بانعدام الوُدّ بين الجانبين. فبعد تحذير مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين لإيران إثر تجربتها الصاروخية الأخيرة، انتقد ترامب بشدّة التدخل الإيراني في العراق وتعزيز نفوذها؛ فيه رغم تبديد الولايات المتحدة ثلاثة تريليونات دولارات هناك، على حد تعبيره.
ولم تتأخّر إيران في الرد، قائلة إن تهديدات الإدارة الأمريكية غيرُ مُجدية، وإن على ترامب أن يكُفَّ عن جعل نفسه ألعوبة مسلية.
فما هي العوامل التي أدّت إلى التصعيد بين إيران وإدارة ترامب بعد أقل من أسبوعين من تنصيبه؟ وما سقف هذا التوتر وانعكاساتُه على مستقبل علاقاتهما والوضع الإقليمي؟
إجراءات متوقعة
حول هذا الموضوع، يرى مدير قسم الأبحاث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، باتريك كلاوسن، أن ترامب وإدارته يركزان حاليًا على موضوعين هما: التهديد الذي تواجهه الملاحة الدولية في البحر الأحمر بعد هجوم الحوثيين، وبرنامج إيران للصواريخ الباليستية.
وأوضح أن ترامب وإدارته ينظران إلى إيران على أنها تعمل على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية ستحصل على دعم كبير بالنسبة إلى تهديد الحوثيين؛ لكنها لن تذهب بعيدًا في الملفات الأخرى.
ولفت كلاوسن في تصريحات تلفزيونية إلى أن الحكومة الأمريكية في ظل الرئيس السابق باراك أوباما ركزت بشكل كبير على تنظيم الدولة في العراق، وأعربت مرارًا عن رفض الوجود الإيراني هناك؛ لكنها لم تقم بشيء إزاء هذا الوضع.
وتوقع أن يتخذ ترامب بعض الإجراءات ضد إيران بخصوص دورها في زعزعة أمن المنطقة، وكذلك اختبارات الصواريخ الباليستية.
رسائل سياسية
لكن الباحث المتخصص في القضايا الإيرانية حسين رويوران لا يرى في الموقف الأمريكي الحالي انعطافًا نحو صدام عسكري، معتبرًا أنها مجرد رسائل سياسية بين البلدين.
وقال في تصريح لـ “فرانس٢٤” إن “ترامب أظهر الوجه الحقيقي لأمريكا وسياساتها الفجة تجاه طهران؛ مما أوجد حالة من الوحدة في المجتمع الإيراني”، وأضاف أن أمريكا تتخذ موقفًا سياسيًا سلبيًا تجاه إيران منذ الثورة الإسلامية.
صدام حتمي
من جانبه، توقع أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات صدامًا حتميًا في المستقبل بين الولايات المتحدة وإيران، وهو أمر كان واضحًا في تصريحات ترامب وفريقه قبل أن يتولى الرئاسة.
وقال، نقلًا عن تلفزيون الجزيرة، إن هناك صراعًا بين واشنطن وطهران على نفط العراق؛ وهو ما يُقرأ في تصريحات ترمب التي قال فيها إن بلاده أنفقت ثلاثة تريليونات دولار في العراق وتخلت عنه لإيران دون مقابل، فهو يفكر بمنطق رجل الأعمال والربح والخسارة.
وتوقع فريحات أن تكون نقطة الصدام بين البلدين في العراق، لأنها تشكل خطًا أحمر بالنسبة إلى كليهما.