قبل شهرٍ واحد، سجل فيلم “لالا لاند” -الذي كتبه دميان شازال وأخرجه- اسمه في تاريخ جوائز غولدِن غلوب “الكرة الذهبية”، بعدما أصبح هذا العمل أول فيلم يفوز بسبعٍ من هذه الجوائز.
لذا؛ لا يبدو مفاجأ أن ينال أيضًا “لالا لاند”، الذي تدور أحداثه في لوس أنجلوس، نصيبًا يفوق حصته المتوقعة من الترشيحات لجوائز الأوسكار؛ فالعمل مرشحٌ لنيل كل جائزة في كل فئة يمكن تصورها تقريبًا، بما في ذلك ترشيحه لنيل جائزتين في فئة أفضل أغنية مُعدة لفيلم سينمائي.
لتصبح الحصيلة 14 ترشيحًا، تجعله يقف على قدم المساواة مع فيلميّ “أول أباوت إيف” (كل شيء عن إيف) و”تيتانيك”.
رغم أنه من النادر أن تحظى الأفلام الرومانسية الكوميدية بنصيبٍ كبير من جوائز الأوسكار؛ إلا أن “لالا لاند” يبدو أنه سيستمر في تحدي هذا النمط السائد.
رد فعل عكسي
من الحتمي ظهور ما نشهده حاليًا من رد فعلٍ عكسي لهذه الحفاوة الكبيرة بالفيلم، وهو موقفٌ لا يعود فقط إلى عدم حماسة البعض له؛ وإنما إلى أن هؤلاء يعتبرونه أيضاً عملاً ضعيفا وواهياً إلى حدٍ يجعله قابلاً -من فرط ضعفه- للطيران في الهواء تماماً كما حدث لبطليه أثناء زيارتهما لمرصد “غريفيث” خلال الأحداث.
تزلف نقدي!
وفي مقال نشرته مجلة “ذا إيكونوميست” مؤخرًا، ذهب أحدهم للقول إنه في ضوء الجدل الذي دار العام الماضي حول انحياز القائمين على اختيار الفائزين بجوائز الأوسكار لذوي البشرة البيضاء؛ فإن الكثيرين سيشعرون أن الاهتمام والتزلف النقديين سيُوجهان عن حق في العام الحالي للأعمال التي يهيمن عليها الطابع السياسي والاجتماعي؛ مثل أفلام “ضوء القمر” و”لافينغ” و”ميلاد أمة”.
ما سبق يمثل رد فعل مفهوماً؛ ففيلم “لالا لاند” لا يبدو ذا طابع انفتاحي للغاية مُقارنةً بأفلامٍ مثل “ضوء القمر” و”شخصيات خفية” و”فينسز” (أسيجة)، وكلها أعمالٌ مرشحة للحصول على أوسكار أحسن فيلم.
لكن ذلك لا يعني أن “لالا لاند” يشكل خياراً جديرًا بالازدراء من جهة، أو بديهيًا من جهة أخرى لمن سيصوتون على اختيار الأعمال الفائزة بالجوائز. فالذي يجعل “لا لا لاند” حالةً غير معتادة للغاية أنه يتسم بميزاتٍ تؤهله للحصول على جوائز أوسكار، رغم افتقاره لأي رسالةٍ سياسيةٍ واضحة.
اتهامات بالتحيز
ومنذ أمدٍ طويل، تُوصم الأكاديمية المانحة لجوائز الأوسكار بأنها تتجاهل الأعمال الرومانسية الكوميدية، وكذلك كل الأفلام الكوميدية. وكما قال الكوميديان والموسيقي الأمريكي جاك بلاك مازحاً في حفل توزيع جوائز عام 2008م؛ فإن التحول لتقديم أدوارٍ جادة هو السبيل الوحيد المتاح أمام أي كوميديان للفوز بالأوسكار.
و”لا لا لاند” هو فيلم رومانسي موسيقي كوميدي-درامي، من تأليف داميان تشازل وإخراجه. من بطولة رايان غوسلينغ وإيما ستون، إضافة إلى جي كي سيمونز وروزماري ديويت. تدور أحداث القصة حول موسيقيٍّ شاب وممثلة طموحة يقعان في الحب في مدينة لوس أنجلوس. عُرض الفيلم لأول مرة في 31 أغسطس 2016 في مهرجان البندقية السينمائي، قبل أن يبدأ عرضه في الولايات المتحدة في 2 ديسمبر 2016م.