جاءت عودة المملكة المغربية الي الاتحاد الافريقي بعد غياب اكثر من 30 عاما ليؤكد قبولها بالامر الواقع بخصوص جبهة البوليساريو من ناحية وتجدد التنافس والخلاف مع الجزائر الداعم للجبهة من ناحية اخري وهو ما اكدته احداث المؤتمر الاخير والتفاصيل التي سبقت عودة المغرب.
وشهدت القمة الأفريقية ألاخيرة في اديس ابابا، عودة المملكة المغربية لتصبح الدولة الخامسة و الخمسين في الاتحاد الأفريقي، بعد غياب ثلاثة و ثلاثين عاما احتجاجا على قبول عضوية جبهة البوليساريو تحت مسمى الجمهورية الصحراوية التي احتفظت بمقعدها، هي المدعومة من الجزائر و جنوب أفريقيا.
دشن العاهل المغربي، الملك محمد السادس عودة بلاده إلى المنظمة القارية بخطاب القاه في الجلسة الختامية قال فيه : أفريقيا هي قارتي و منزلي الذي اعود اليه أخيرا و القاكم بسعادة.
و لوحظ التاثر الشديد على العاهل المغربي كما ظهر في الصور التي نُقلت من داخل القاعة الأساسية التي التامت فيها القمة.
ركز العاهل المغربي في خطابه على أهمية البعد الأفريقي للمغرب، مضيفا أن المغرب وقع على 949 اتفاقية مع أفريقيا منذ اعتلائه العرش عام 99، و قام العاهل المغربي العام الماضي ب 46 جولة على 25 دولة في أفريقيا.
وفي المقابل لا يعني عودة المغرب ان نفوذ الجزائر تراجع، فهي دعمت انتخاب وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد رئيسا للمفوضية، هي السلطة التنفيذية الأكبر في المنظمة القارية.
كماحافظت الجزائر على رئاسة مجلس السلم والأمن، القوة العسكرية في الاتحاد، للجزائري إسماعيل الشارقي، و فاز الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقه بمنصب نائب رئيس الاتحاد هو الرئيس الغنيني الفاكوندي، و طالبت الجزائر بان تستضيف القمة الأفريقية القادمة في حزيران يونيو القادم.
صحيحٌ، أن الجزائر لم تتدخل عند طرح بند عودة المغرب، لكن قالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية المغربية لإذاعتنا، إن الجزائر حثت الدول الأخرى كزيمباوي على التدخل و طالبت بإجراء حوار بين القادة الحاضرين قبل اعتماد بند عودة المغرب و هنا تدخل الرئيس الجديد للاتحاد، الرئيس الغيني الفا كوندي، و حسم عودة المغرب بتأييد غير مشروط من 39 دولة.
و حاول وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، سابقا، وضع بند عودة المغرب في الجلسات الأولى، لتمكينه لاحقا من المشاركة في جلسات انتخاب رئيس جديد للمفوضية، ما رفضته المفوضة السابقة نكوسازانا دلاميني زوما.
تنحدر نكوسازا دلاميني زوما، المفوضة الأفريقية السابقة، من دولة جنوب أفريقيا، و هي الدولة التي يندد رئيسها جاكوب زوما كل عام بما يسميه الاستعمار المغربي للصحراء الغربية.
و اعتبرت جبهة البوليساريو عودة المغرب انتصارا لها بعد فشل الرباط في السنوات الماضية بطردها و قبول المغرب العودة و المصادقة على ميثاق الإتحاد الذي يلزم الدول الأعضاء احترام سيادة الدول.
و تعترف 12 دولة في أفريقيا بالجمهورية الصحراوية من أصل 55 دولة عضو في الإتحاد الأفريقي، و لا تعترف أي منظمة دولية بالجمهورية الصحراوية المستقلة.
كانت الصحراء الغربية مستعمرة اسبانية و عندما خرج الإسبان عام 75 نشبت حركة انفصالية دعمتها الجزائر.