قالت وزارة الخارجية السورية: إن نواف الفارس -السفير السوري لدى العراق- أدلى أمس (الأربعاء) بتصريحات إعلامية تتناقض مع واجبة الوظيفي بالدفاع عن مواقف البلاد وقضاياها، الأمر الذي يستوجب المسائلة القانونية والمسلكية.
وقالت الوزارة، في بيان لها اليوم: "إن الفارس كان قد غادر مقر عمله في سفارة سوريا ببغداد دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الخارجية والمغتربين كما تنص التعليمات المعمول بها في السلك الدبلوماسي والبعثات الدبلوماسية".
وأعلنت الخارجية السورية أن نواف الفارس قد أعفي من منصبه ولم يعد له أي علاقة بالسفارة السورية في بغداد أو بوزارة الخارجية والمغتربين، مؤكدة أن السفارة ستواصل عملها المعتاد بالكفاءة المعهودة لخدمة مصالح الشعبين.
من جانبه، أكد السفير نواف الفارس انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد لينضم إلى مسئولين سياسيين وعسكريين انشقوا سابقا.
وأعلن الفارس في شريط مصور حصلت عليه قناتا "العربية" و"الجزيرة" الإخباريتان اليوم استقالته من منصبه كسفير لبلاده في العراق ومن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا احتجاجا على "المذبحة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب على يد النظام".
وحث السفير المنشق كل السوريين على الالتحاق بالثورة والتوحد، مطالبا الجيش النظامي الوقوف إلى جانب الشعب، وعدم السماح للنظام الذي وصفه بـ"العصابة" بأن يزرع الفتنة فيما بينهم.
ودعا كل العسكريين إلى أن يوجهوا مدافعهم وبنادقهم نحو من سماهم قتلة الشعب؛ حيث قال: إنه ما يزال أمامهم متسع من الوقت.
ويعتبر الفارس واحدا من أبرز المسئولين الذين انشقوا عن الحكومة السورية بعد العميد مناف طلاس، نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي توجه في وقت سابق إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وكان نواف الفارس قد عين سفيرا لسوريا لدى العراق في السابع عشر من سبتمبر عام 2008، وهو مسئول في حزب البعث السوري الحاكم ، وعين في عدة مهام قبل تعيينه سفيرا لسوريا لدى بغداد.
وتشهد سوريا منذ منتصف شهر مارس من العام الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ، أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، حيث تلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها بـ"جماعات مسلحة" مدعومة من الخارج ، فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين.